وقتل وصلب أيام فيلاطوس ودفن ، ثم قام في اليوم الثالث ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه. وهو مستعد للمجيء تارة أخرى بين الأموات والأحياء ، ونؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج من أبيه. وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا. وبجماعة واحدة قدسية مسيحية جاثليقية (١) ، وبقيام أبداننا وبالحياة الدائمة أبد الآبدين».
هذا هو الاتفاق الأول على هذه الكلمات ، وفيه إشارة إلى حشر الأبدان.
وفي النصارى من قال بحشر الأرواح دون الأبدان ، وقال إن عاقبة الأشرار في القيامة غم وحزن الجهل. وعاقبة الأخيار : سرور وفرح العلم. وأنكروا أن يكون في الجنة نكاح وأكل وشرب.
وقال مار إسحاق (٢) منهم : إن الله تعالى وعد المطيعين وتوعد العاصين. ولا يجوز أن يخلف الوعد لأنه لا يليق بالكريم ، ولكن يخلف الوعيد ، فلا يعذب العصاة ، ويرجع الخلق إلى سرور وسعادة ونعيم. وعمم هذا الكل ؛ إذ العقاب الأبدي لا يليق بالجواد الحق تعالى.
٢ ـ النّسطوريّة
أصحاب نسطور (٣) الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون ، وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه. وإضافته إليهم إضافة المعتزلة إلى هذه الشريعة. قال : إن الله تعالى واحد ، ذو أقانيم ثلاثة : الوجود ، والعلم ، والحياة. وهذه الأقانيم ليست زائدة على
__________________
(١) الجثلقة : الحكمة ومنه الجاثليق صاحب الصلاة. ثم صار هو رئيس النصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام وهو المعروف الآن بالقنثل كقنفذ. (التاج ٦ : ٣٠٥).
(٢) مار إسحاق أو إسحاق الكبير ويلقب بالبرني قديس وبطريرك أرمني أصله من الرّها ولد ونشأ بأنطاكية وقيل بالقسطنطينية أخذ عن زينوب تلميذ أفرام القديس السورياني وقيل عن القديس أفراس نفسه توفي سنة ٤٤١ ه. (دائرة المعارف للبستاني ٣ : ٤٥٨).
(٣) وقيل إنهم ينسبون إلى نسطوريوس البطرك بالقسطنطينية الذي كان يقول إن مريم لم تلد إلها وإنما ولدت إنسانا وإنما اتحد به في المشيئة لا في الذات وليس هو إلها حقيقة بل بالموهبة. (ابن خلدون ١ : ٢٢٤).