على أهل العالم ، ويحيي العدل ، ويميت الجور ، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول ، وتنقاد له الملوك ، وتتيسر له الأمور ، وينصر الدين والحق ، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن.
مقالة زردشت في المبادئ (١)
وقد أورد الجيهاني إحدى مقالات زردشت في المبادئ ، وهي :
إن دين زردشت هو الدعوة إلى دين مارسيان. وأن معبوده أورمزد. والملائكة المتوسطون في رسالاته إليه : بهمن ، وأرديبهشت ، وشهريور ، وإسفندارمز ، وخرداد ، ومرداد. وقد رآهم زردشت واستفاد منهم العلوم ، وجرت مساءلات بينه وبين أورمزد من غير توسط.
أولها : قال زردشت : ما الشيء الذي كان ويكون ، وهو الآن موجود؟.
قال أورمزد : أنا والدين والكلام. أما الدين فعمل أورمزد وكلامه وإيمانه. وأما الكلام فكلامه. والدين أفضل من الكلام ؛ إذ العمل أفضل من القول. وأول من أبدع من الملائكة بهمن ، وعلمه الدين ، وخصه بموضع النور مكانا ، وأقنعه بذاته ذاتا. فالمبادئ على هذا الرأي ثلاثة :
السؤال الثاني : قال : لم لم تخلق الأشياء كلها في زمان غير متناه؟ إذ قد جعلت الزمان نصفين : نصفه متناه ، ونصفه غير متناه ، فلو خلقتها في زمان غير متناه : كان لا يستحيل شيء منها.
قال أورمزد : فإن كان لا يمكن أن تفنى ثمّ آفات الأثيم إبليس.
السؤال الثالث : قال : مما ذا خلقت هذا العالم؟.
قال أورمزد : خلقت جميع هذا العالم من نفسي. أما أنفس الأبرار فمن شعر
__________________
(١) نقلناها عن طبعة محمد فتح الله بدران ، حيث أثبت فضيلته أنها ثابتة في خمسة مخطوطات أصول للكتاب. (راجع ص ٩٥٧ الطبعة الأولى طبعة الأزهر).