أبو البشر. ثم بعث شيئا بعده ، ثم نوحا بعده ، ثم إبراهيم بعده عليهم الصلاة والسلام ، ثم بعث بالبددة (١) إلى أرض الهند ، وزردشت إلى أرض فارس ، والمسيح كلمة الله وروحه إلى أرض الروم والمغرب. وبولس بعد المسيح إليهم. ثم يأتي خاتم النبيين إلى أرض العرب.
* * *
وزعم أبو سعيد المانوي (٢) ؛ رئيس من رؤسائهم ، أن الذي مضى من المزاج إلى الوقت الذي هو فيه ، وهو سنة إحدى وسبعين ومائتين من الهجرة : أحد عشر ألفا وسبعمائة سنة ، وأن الذي بقي إلى وقت الخلاص : ثلاثمائة سنة.
وعلى مذهبه مدة المزاج اثنا عشر ألف سنة ، فيكون قد بقي من المدة خمسون سنة في زماننا هذا ، وهو إحدى وعشرون وخمسمائة هجرية.
فنحن في آخر المزاج وبدء الخلاص. فإلى الخلاص الكلي ، وانحلال التراكيب خمسون سنة!.
٢ ـ المزدكيّة
أصحاب مزدك (٣). ومزدك هو الذي ظهر في أيام قباذ (٤) والد أنوشروان ، ودعا قباذ إلى مذهبه فأجابه. واطلع أنوشروان (٥) على خزيه وافترائه فطلبه فوجده فقتله.
__________________
(١) البددة : جمع بد وقد اختلف الهنود فيه فزعمت طائفة أنه صورة الباري تعالى وقالت طائفة صورة رسوله إليهم. ثم اختلفوا هاهنا أيضا. ولكل طائفة منهم طريقة في عبادته. (فهرست ابن النديم ٤٨٧ ودائرة المعارف للبستاني ٦٥٩).
(٢) أبو علي سعيد المانوي من رؤساء المانوية في مذهبهم نشأ في الدولة العباسية. (فهرست ابن النديم ص ٤٧٣).
(٣) مزدك الزنديق كان إباحيا يقول باستباحة أموال الناس وإنها فيء والأشياء كلها ملك لله مشاع بين الناس. (راجع ابن خلدون ١ : ٢٦٣ وفهرست ابن النديم ص ٢٧٩).
(٤) قباذ بن فيروز ملك بعد أخيه وهلك لثلاث وأربعين من ملكه. (راجع ترجمته عند ابن خلدون ١ : ٢٦٣).
(٥) أنوشروان بن قباذ ملك بعد أبيه كان يلي الأصبهبذ وهي الرئاسة على الجنود. هلك لثمان وأربعين سنة من دولته. (راجع ترجمته عند ابن خلدون ١ : ٢٦٥).