ونكتب تحت كل باب وقسم ما يليق به ذكرا ، حتى يعرف لم وضع ذلك اللفظ لذلك الباب. ونكتب تحت ذكر الفرقة المذكورة ما يعمّ أصنافها مذهبا واعتقادا ، وتحت كل صنف ما خصه وانفرد به عن أصحابه.
ونستوفي أقسام الفرق الإسلامية ثلاثا وسبعين فرقة ، ونقتصر في أقسام الفرق الخارجة عن الملّة الحنيفيّة على ما هو أجدر بالتأخير.
وشرط الصناعة الحسابية أن يكتب بإزاء المحدود من الخطوط ما يكتب حشوا. وشرط الصناعة الكتابية أن تترك الحواشي على الرسم المعهود عفوا. فراعيت شرط الصناعتين ، ومددت الأبواب على شرط الحساب ، وتركت الحواشي على رسم الكتاب وبالله أستعين ، وعليه أتوكل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مذاهب أهل العالم
من أرباب الديانات والملل وأهل الأهواء والنحل
من الفرق الإسلامية وغيرهم ممن له كتاب منزل محقق ، مثل : اليهود ، والنصارى ، وممن له شبه كتاب مثل : المجوس والمانوية (١). وممن له حدود وأحكام دون كتاب مثل : الفلاسفة الأولى ، والدهرية ، وعبدة الكواكب والأوثان ، والبراهمة. نذكر أربابها وأصحابها وننقل مآخذها ومصادرها عن كتب طائفة طائفة ؛ على موجب إصلاحاتها بعد الوقوف على مناهجها ، والفحص الشديد عن مبادئها وعواقبها.
ثم إن التقسيم الصحيح الدائر بين النفي والإثبات هو قولنا : إن أهل العالم انقسموا من حيث المذاهب إلى : أهل الديانات ، وإلى أهل الأهواء ، فإن الإنسان إذا اعتقد عقدا أو قال قولا ، فإما أن يكون فيه مستفيدا من غيره ، أو مستبدا برأيه. فالمستفيد من غيره مسلم مطيع ، والدين هو الطاعة. والمسلم المطيع فهو المتدين.
__________________
(١) هم أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير وقتله بهرام بن هرمز بن سابور. أحدث دينا بين المجوسية والنصرانية. كان يقول بنبوّة المسيح عليهالسلام ولا يقول بنبوة موسى عليهالسلام.