ابن عبد الملك (١) وبالمغرب الآن منهم شرذمة قليلة في بلد إدريس (٢) بن عبد الله الحسني الذي خرج بالمغرب. في أيام أبي جعفر المنصور (٣).
ويقال لهم الواصلية ، واعتزالهم يدور على أربع قواعد :
* القاعدة الأولى : القول بنفي صفات الباري تعالى ؛ من العلم والقدرة ، والإرادة ، والحياة ، وكانت هذه المقالة في بدئها غير نضيجة. وكان واصل بن عطاء يشرع فيها على قول ظاهر ، وهو الاتفاق على استحالة وجود إلهين قديمين أزليين. قال : ومن أثبت معنى صفة قديمة فقد أثبت إلهين.
وإنما شرعت أصحابه فيها بعد مطالعة كتب الفلاسفة. وانتهى نظرهم فيها إلى ردّ جميع الصفات إلى كونه : عالما قادرا. ثم الحكم بأنهما صفتان ذاتيتان هما : اعتباران للذات القديمة كما قال الجبّائي (٤) أو حالان كما قال أبو هشام (٥).
وميل أبي الحسن البصري إلى ردهما إلى صفة واحدة وهي العالمية ، وذلك عين مذهب الفلاسفة ، وسنذكر تفصيل ذلك.
وكان السلف يخالف في ذلك إذ وجدوا الصفات مذكورة في الكتاب والسنّة.
* * *
__________________
(١) بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه يزيد سنة ١٠٥ ه.
(٢) هو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب توفي سنة ١٧٧ ه / ٧٩٣ م : مؤسس دولة الأدارسة في المغرب. وهو أول من دخل المغرب من الطالبيين ، ومن نسله الباقي إلى الآن في المغرب شرفاء العلم (العلميون) والشرفاء الوزانيون ، والريسيون ، والشبيهيون ، والطاهريون الجوطيون ، والعمرانيون ، والتونسيون (أهل دار القيطون) والطالبيون ، والغالبيون ، والدباغيون ، والكتانيون ، والشفشاويون ، والودغيريون ، والدرقاويون ، والزركاريون. (راجع الاستقصاء ١ : ٦٧ وابن خلدون ٤ : ١٢ وفيه : وفاته سنة ١٧٥ ه).
(٣) ولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة ١٣٦ ه.
(٤) تقدمت ترجمته.
(٥) هو ابن الجبائي واسمه عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان ، وبناء على هذا يكون أبو هاشم ووالده الجبائي قد نسلا من فرع أصله مولى من الموالي. توفي في رجب سنة ٣٠١ ه. ببغداد. (راجع تاريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب ت ٤٦٣ ه ١١ : ٥٥).