يقول الله تعالى في سورة المعارج :
( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ) (١).
*روي عن ابن مسعود انّه قال :
كنت جالساً عند المؤمنين عليهالسلام فقال : انّ في القيامة لخمسين موقفاً كل موقف ألف سنة :
فأوّل موقف خرج من قبره (٢) ، جبسوا ألف سنة عراة جياعاً عطاشا. فمن خرج مِن قبره مؤمناً بجنته وناره ، ومؤمنا بالبعث والحساب والقيامة ، مقرّاً بالله مصدقاًَ نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبما جاء من عند الله عزّوجلّ نجا من الجوع والعطش (٣).
* وقال الامام أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة :
« وذلك يومٌ يَجمَعُ الله فيه الأوّلين والآخرين لنقاش الحِساب وَجزاءِ الأعمال خُضُوعاً قياماً قد ألجَمَهُمُ العَرَقُ وَرَجَفَت بِهِمَ الأرض فاجسَنُهُم حالاً من وجَدَ
__________________
وان نجٍوت حتّى يقوم النٍاس لربّ العالمين فأنت أنت والاّ هلكت. ثمّ تلا ( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
قال : هو القبر وانّ لهم فيه لمعيشة ضنكا ، والله القبر لروضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النار ، ثمّ اقبل على رجل من جلسائه فقال له : لقد علم ساكن الجنّة من ساكن النار ، فأيّ الرجلين أنت ، وأيّ الدارين دارك.
(١) سورة المعارج : الآية ٤٢ ـ ٤٤.
قال المؤلّف رحمهالله في ترجمة قوله تعالى كأنهم الى نصب يوفضون يوم يخرجون من قبورهم سراعاً ، كانهم يسرعون الى علم منصوب كالذين في الجيش عندما ينصبون علمهم يسرعون اليه ... ).
(٢) هكذا في نسخة البحار : وفي جامع الأخبار طبعة النجف وقد ترجمها المؤلف (الخروج من القبر) والله تعالى أعلم.
(٣) رواه في جامع الأخبار للشيخ محمّد الشعيري : ص ١٧٦ ، الفصل. ١٤ ، ح ١. ورواه عنه المجلسي في البحار : ج ٧ ، ص ١١١ ، ح ٤٢.