ختمٌ ذكرُهُ حتمٌ
من المناسب أن نذكر هنا أمراً يناسب المقام نقله الشيخ الأجل أمين الدين الطبرسي رحمهالله عليه في مجمع البيان عن البراء بن عازب ، وقال :
« كان معاذ بن جبل جالساً قريباً من رسول الله صلىاللهعليهوآله في منزل أبي أيوب الانصاري.
فقال معاذ : يارسول الله أرأيت قول الله تعالى : (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا .. الْآيَاتِ ).
فقال : يا معاذ! سألت عن عظيم من الامر ، ثمّ أرسل عينيه (١) ثمّ قال :
يحشر عشرة أصناف من امتي أشتاتاً قد ميزّهم الله من المسلمين ، وبدل صورهم ، بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون ارجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثمّ يسحبون عليها ، وبعضهم عمي ، وبعضهم صم بكم لا يعقلون ، وبعضهم يعضون ألسنتهم فيسيل القيح من افواههم
__________________
ألف ملك يسبّحون الله ويقدسونه وجعل ثوابهم له ، وبعث الله له عند خروجه من قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك نجيب من نور بطنه من اللؤلؤ وظهره من الزبرجد وقوائمه من الياقوت على ظهر كل نجيب قبة من نور لها اربعمائة باب على كل باب سبراً من السندس والاستبرق في كل قبة وصيفة على رأس كل وصيفة تاج من الذهب الأحمر يسطع منهن رائحة المسك. ثمّ يبعث الله اليه بعد ذلك سبعين ألف ملك مع كل ملك كأس من لؤلؤ بيضاء فيها شراب من شراب الجنّة مكتوب على رأس كل منها ( لا اله الاّ الله وحده لا شريك له) هدية الله لفلان ابن فلان ، وينادي الله تعالى : ياعبدي ادخل الجنّة بغير حساب.
ومن دعا به في شهر رمضان ثلاث مرّات حرّم الله تعال جسده على النار وأوجب له الجنّة ووكّل الله تعالى به ملكين يحفظانه من المعاصي ، وكان في أمان الله طول حياته ... الى أن قال : قال الحسين عليهالسلام :
أوصاني أبي علي بن أبي طالب عليهالسلام بحقظ هذا الدعاء وتعظيمه ، وأن اكتبه على كفنه ، وأن اُعلمه أهلي واحثهم عليه. وهو ألف اسم ، وفيه الاسم الأعظم).
(١) قال المؤلّف ; تعالى في الحاشية ما ترجمته (لعل مراده فبكى).
أقول : لا اشكال انّ معنى (ثمّ أرسل عينيه) انّه بكى صلى الله عليه وآله والاستعارة هذه مشهورة في لغة العرب.