بأمره واجب ، وليس هذا لأحد بعد موته إلّا للنبي صلىاللهعليهوسلم وإنما هو لخليفة بعد خليفة طول حياته فقط.
فبطل أن يكون لهم فيها متعلق. وبالله تعالى التوفيق.
الكلام على من قال بتناسخ الأرواح
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : افترق القائلون بتناسخ الأرواح على فرقتين : فذهبت الفرقة الواحدة إلى أن الأرواح تنتقل بعد مفارقتها الأجساد إلى أجساد أخر ، وإن لم تكن من نوع الأجساد التي فارقت. وهذا قول «أحمد بن حابط» تلميذ النظام و «أحمد بن نانوس» (١) تلميذ أحمد بن حابط و «أبي مسلم الخراساني» و «محمد بن زكريا الرازي» الطبيب ، صرّح بذلك في كتابه الموسوم بالعلم الإلهي (٢) ، وهو قول القرامطة من الإسماعيلية ، وغالية الرافضة الذين رفضوا الإسلام جملة ، لا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، ومنهم النضرية والمحمدية وانقسمت النضرية على فرق تزيد على خمس عشر فرقة ، أولها : السبابية ، وكل هذه الفرق تقول بألوهية على رضي الله عنه ، وسنذكر في الكلام على الشيعة طرفا من أمرهم ، وقد صرح بهذا محمد بن زكريا الرازي في كتابه الموسوم بالعلم الإلهي ، فقد قال في بعض كتبه : لو لا أنه لا سبيل إلى تخليص الأرواح عن الأجسام المتصوّرة بالصور البهيمية إلى الأجساد المتصوّرة بصور الإنسان إلا بالقتل والذبح لما جاز ذبح شيء من الحيوان البتة. وقد ادّعى بعضهم : أن النسخ لا يكون إلا في الأنفس فقط ، فنجد الإنسان يتخلق بأخلاق غير نوع الإنسان ، قال : فهذا هو النسخ.
والمسخ : هو تغيير الصورة ونفسها معا ، والنسخ هو تغيير النفس عن أخلاقها فقط ، ولهم في هذا خباط كثير لا يحصى ، وبالله تعالى التوفيق.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وهذه كما ترى دعاوى وخرافات بلا دليل.
وذهب هؤلاء إلى أن التناسخ إنما هو على سبيل العقاب والثواب ، قالوا : فالفاسق المسيء الأعمال تنتقل روحه إلى أجساد البهائم الخبيثة المرتطمة في الأقذار ، والمسخرة المؤلمة الممتهنة بالذبح.
__________________
(١) أحمد بن أيوب بن نانوس : كان من تلاميذ إبراهيم بن سيّار النظّام ثم صار من أتباع أحمد بن حابط. انظر الوافي بالوفيات للصفدي (٦ / ٢٦١).
(٢) سماه إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين (٢ / ٢٨) : الحاصل في العلم الإلهي.