بها من الكذب الظاهر ، كقولهم إن جرم الملك كان يركب إبليس حيث شاء. وأن مبدأ الناس من بقلة «الريباس» (١) وهي «الشرالية» وأنّ من ولادة «بيروان سياوش بن كيفاوش» من بني مدينة «كنكدر» (٢) بين السماء والأرض ، وأسكنها ثمانين ألف رجل من أهل البيوتات هم فيها إلى اليوم ، فإذا ظهر «بهرام هماوند» على البقرة ليرد ملكهم نزلت تلك المدينة إلى الأرض ، ونصروه وردّوا دينهم وملكهم.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وكل كتاب دوّن فيه الكذب فهو باطل موضوع ليس من عند الله عزوجل ، فظهر من فساد دين المجوس كالذي ظهر من فساد دين اليهود والنصارى سواء بسواء ، والحمد لله رب العالمين.
فصل في مناقضات ظاهرة وتكاذيب واضحة في الكتاب الذي
تسميه اليهود التوراة ، وفي سائر كتبهم وفي الأناجيل
الأربعة يتيقّن بذلك تحريفها وتبديلها وأنها غير
الذي أنزل الله عزوجل
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : نذكر إن شاء الله تعالى ما في الكتب المذكورة من الكذب الذي لا يشك كل ذي مسكة تمييز في أنه كذب على الله تعالى وعلى الملائكة عليهمالسلام وعلى الأنبياء عليهمالسلام ، إلى أخبار أوردها لا يخفى الكذب فيها على أحد كما لا يخفى ضوء النهار على ذي بصر.
وقد كنا نعجب من إطباق النصارى على تلك الأقوال الفاسدة المتناقضة التي لا يخفى فسادها على أحد به رمق ، إلى أن وقفنا على ما بأيدي اليهود فرأينا أن سبيلهم وسبيل النصارى واحدة كشق الأبلمة (٣). وثبت بذلك عند كل منصف من المخالفين
__________________
(١) الريباس : بقلة ذات عساليج غضة حمراء إلى الخضرة ولها ورق كثير عريض مدوّر ، وطعم عساليجها حلو بحموضة. لا يوجد منه شيء بالمغرب ولا بالأندلس البتة. انظر الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار (١ / ٤٤٦).
(٢) كنكدر : اسم مدينة بناها كيخسرو في بلاد الصين وسكنها خلق كثير ، وقيل إن كنكدر هذه هي مدينة أنمو. انظر مروج الذهب للمسعودي (١ / ٢٣٢ ، ٢٣٣).
(٣) الإبلم والأبلم والأبلم والإبلمة والأبلمة : كل ذلك الخوصة. يقال : المال بيننا والأمر بيننا شقّ الإبلمة ، وبعضهم يقول : شقّ الأبلمة ، وهي الخوصة ، وذلك لأنها تؤخذ فتشقّ طولا على