صحة قولنا : إنّ كل من خالف دين الإسلام ، ونحلة السّنة ومذهب أصحاب الحديث ، فإنه عارف بضلال ما هو عليه ، إلّا أنهم بخذلان الله تعالى إياهم مكابرون لعقولهم ، مغلّبون لأهوائهم وظنونهم على يقينهم تقليدا لأسلافهم وعصبية واستدامة لرئاسة دنيوية. وهكذا وجدنا أكثر من شاهدناه من رؤسائهم.
فنحمد الله كثيرا على ما هدانا له من الإسلام ، ونحلة السنة ، واتباع الآثار الثابتة ، ونسأله تثبيتنا على ذلك ، وأن يجعلنا من الدّعاة إليه حتى يدعونا إلى رحمته ورضوانه عند لقائه آمين.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وليعلم كل من قرأ كتابنا هذا أننا لم نخرج من الكتب المذكورة شيئا يمكن أن يخرّج على وجه ما وإن دقّ وبعد ، فالاعتراض بمثل هذا لا معنى له ، وكذلك أيضا لم نخرج منه كلاما لا يفهم معناه وإن كان ذلك موجودا فيها ، لأن للقائل أن يقول قد أصاب الله به ما أراد ، وإنما أخرجنا ما لا حيلة فيه ولا وجه أصلا إلا الدّعاوى الكاذبة التي لا دليل عليها أصلا لا محتملا ولا خفيا.
فصل
التوراة السامرية
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : أول ذلك أن بأيدي السامرية توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود ، يزعمون أنها المنزّلة ، ويقطعون أن التي بأيدي اليهود محرّفة مبدّلة. وسائر اليهود يقولون إنّ التي بأيدي السّامريّة محرّفة مبدّلة ، إلى آخره ، ولم يقع إلينا توراة السّامرية لأنّهم لا يستحلّون الخروج عن فلسطين والأردن أصلا ، إلّا أننا أتينا ببرهان ضروري على أن التوراة التي بأيدي السّامرية أيضا محرّفة مبدّلة مكذوبة عند ما ذكرنا في آخر هذه الفصول أسماء ملوك بني إسرائيل ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
__________________
السواء. وفي حديث السقيفة : الأمر بيننا وبينكم كقدّ الأبلمة ، أي خوصة المقل ، يقول : نحن وإياكم في الحكم سواء لا فضل لأمير على مأمور كالخوصة إذا شقّت باثنتين متساويتين. انظر لسان العرب (١٢ / ٥٣ ، ٥٤ ـ مادة بلم).