الذي قتل قابين جد جدّ أبيه ، وأنه لم يقد به ، فنسبوا إلى الله تعالى الكذب لأنه وعده أن يقيد به إلى السبعة ولم يقد به ، وأيضا فإن ذكر السبعة هنا حمق ، لأن «لامك» الذي قتله هو الخامس من ولد قابين ، و «قابين» هو الخامس من آباء «لامك» ، فلا مدخل للسبعة هاهنا.
فصل
كلام التوراة عن هابيل
وقبل هذا ذكر «هابيل» بن آدم وأنه راعي غنم ، ثم قال قبل ذلك بنحو ورقتين : «إن «لامك» المذكورة آنفا اتخذ امرأتين اسم إحداهما «عادة» والثانية «صلة» وولدت «عادة» «يابال» وهو أول من سكن الأخبية ، وملك الماشية.
وهاتان قضيتان تكذب إحداهما الأخرى ولا بد.
فصل
ادعاء التوراة أن أولاد الله اتخذوا نساء
وبعد ذلك قال : «فلما ابتدأ الناس يكثرون على ظهر الأرض وولد لهم البنات فلما رأى أولاد الله بنات آدم أنهنّ حسان اتخذوا منهن نساء».
وقال بعد ذلك : «كان يدخل بنو الله إلى بنات آدم ، ويولد لهم حراما ، وهم الجبابرة الذين على الدهر لهم أسماء».
وهذا حمق ناهيك به ، وكذب عظيم إذ جعل لله أولادا ينكحون بنات آدم ، وهذه مصاهرة تعالى الله عنها ، حتى أن بعض أسلافهم قال : إنما عنى بذلك الملائكة ، وهذه كذبة إلّا أنها دون الكذبة الأولى في ظاهر اللفظ.
فصل
وفي خلال هذا قال : «لا يدين روحي في الإنسان إلى الدّهر إذ هم منتشرون لزيغانه هو بشر فتكون أعمارهم مائة وعشرون سنة».
__________________
والألف. وفي مروج الذهب للمسعودي (١ / ٤٠) : «قينان».