وهذا كذب فاحش ، ومصيبة الأبد ، لأنه ذكر بعد هذا القول أن «سام بن نوح» عاش بعد ذلك ستمائة سنة ، و «أرفخشاذ بن سام» عاش أربعمائة وخمسا وستين سنة ، و «شالخ» بن أرفخشاذ عاش أربعمائة سنة وثلاثا وثلاثين سنة. و «عابر» بن شالخ عاش أربعمائة سنة وأربعا وستين سنة ، و «فالغ» بن «عابر» عاش مائتي سنة وسبعا وثلاثين سنة ، و «رعو بن فالغ» عاش مائتي سنة وتسعا وعشرين سنة ، و «سروغ بن رعو» عاش مائتي سنة وثلاثين سنة ، و «ناحور بن سروغ» عاش مائة وثمان وأربعين سنة ، و «تارح بن ناحور» عاش مائتي سنة وخمسين سنة ، و «إبراهيم بن تارح» عاش مائة سنة وخمسا وسبعين سنة ، و «إسحاق بن إبراهيم» عاش مائة سنة وثمانين سنة ، و «إسماعيل بن إبراهيم» عاش مائة سنة وسبعا وثلاثين سنة ، و «يعقوب بن إسحاق» عاش مائة وسبعا وأربعين سنة ، و «لاوي بن يعقوب» عاش مائة سنة وسبعا وثلاثين سنة. و «عمران بن فهث» عاش كذلك أيضا ، و «فهث بن لاوي» عاش مائة سنة وثلاثة وثلاثين سنة. وأن «سارح بنت أشر» و «مريم بنت عمران» و «هارون بن عمران» عاش كل واحد منهم أزيد من مائة وعشرين سنة بسنيهم. فاعجبوا لهذه الفضائح ولعقول تتابعت على التصديق والتدين بمثل هذا الإفك الذي لا خفاء به.
فصل
اضطراب التوراة في أعمار البشر
وبعد ذلك ذكر أنّ «متوشالح بن حنوك بن مارد» عاش تسعمائة سنة وتسعا وستين سنة ، وأنه ولد له «لامك» وهو ابن مائة سنة وسبع وثمانين سنة. وأن «لامك» المذكور إذ بلغ مائة سنة واثنين وثمانين سنة ولد له «نوح» عليهالسلام. فلا شك من أن «متوشالح» كان إذ ولد له نوح ابن ثلاثمائة سنة وتسع وستين سنة. فوجب من هذا ضرورة أن نوحا عليهالسلام كان ابن ستمائة سنة إذ مات «متوشالح» فاضبطوا هذا.
ثم قال : «إن في اليوم السابع عشر من الشهر الثاني من سنة ستمائة من عمر «نوح» ، اندفعت المياه بالطوفان». ثم قال : «إن في اليوم سبعة وعشرين يوما من الشهر الثاني من سنة إحدى وستمائة لنوح ، خرج نوح من التابوت ـ يعني السفينة ـ وأنه فيها مات قبل خروجهم منها بشهرين غير ثلاثة أيام ، وقد قطع فيها وبتّ على أنه لم يدخل التابوت أحد من الناس إلّا نوح وبنوه الثلاثة وامرأة نوح ، وثلاثة نساء لأولاده ، وقد قطع فيها وبتّ على أنه لم ينج من الغرق إنسي أصلا ولا حيوان في غير التابوت.