الخباء. قال : سأرجع إليك مثل هذا الوقت من قابل ويكون لها ابن ، وسارة تسمع في الخباء وهو وراءها ، وكان إبراهيم وسارة شيخين قد طعنا في السن ، وانتهى لسارة أن لا يكون لها عادة كالنساء فضحكت سارة في نفسها قائلة : أبعد أن بليت يصير لي ذا وسيدي شيخ؟! قال الله لإبراهيم : لما ضحكت سارة قائلة هل لي أن ألد وأنا عجوز وهل يخفى عن الله أمري في هذا الوقت إذ قال عزّ من قائل : يكون لسارة ابن فجحدت سارة وقالت : لم أضحك لأنها خافت ، وقال السيد : ليس كما تقولين بل قد ضحكت فقام القوم من ثمّ».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : عاد الخبر بين سارة وإبراهيم وبين الله عزوجل وعاد الحديث الماضي ، ثم في هذا زيادة : أن الله تعالى قال : «إنّ سارة ضحكت» وقالت سارة : لم أضحك. فقال الله : بلى ، قد ضحكت. فهذه مراجعة الخصوم وتعارض الأكفاء ، حاش لسارة الفاضلة المنبأة من الله عزوجل بالبشارة من أن تكذب الله عزوجل فيما يقول ، وتكذب هي في ذلك فتجحد ما فعلت ، فتجمع بين سوأتين ، إحداهما كبيرة من الكبائر ، قد نزه الله عزوجل الصالحين عنها ، فكيف الأنبياء؟ والأخرى أدهى وأمر ، وهي التي لا يفعلها مؤمن ولو أنه أفسق أهل الأرض لأنها كفر ، ونعوذ بالله من الضلال.
فصل
وبعد ذلك وصف أن الملكين باتا عند لوط ، وأكلا عنده الخبز الفطير ، وأن لوطا سجد لهما على وجه الأرض وتعبد لهما ، وقد مضى مثل هذا وأنه كذب ، وأن الملائكة لا تأكل فطيرا ، ولا مختمرا ، وأن الأنبياء عليهمالسلام لا يسجدون لغير الله تعالى ، ولا يتعبدون لسواه.
فصل
طلب إبراهيم من ربه عدم هلاك قوم لوط جميعا
وذكر أن إبراهيم عليهالسلام قال لله عزوجل إذ ذكر له هلاك قوم لوط في كلام كثير : «أنت معاذ من أن تصنع هذا الأمر لا تقتل الصالح مع الطالح فيكون الصالح كالطالح فأنت معاذ يا حاكم جميع العالم من هذا».
ولم ينكر الله تعالى عليه هذا القول. وقال بعد ذلك :