قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل في الملل والأهواء والنّحل [ ج ١ ]

الفصل في الملل والأهواء والنّحل

الفصل في الملل والأهواء والنّحل [ ج ١ ]

تحمیل

الفصل في الملل والأهواء والنّحل [ ج ١ ]

177/430
*

فصل

بركة يعقوب عليه‌السلام لأولاده

ثم ذكر بركة «يعقوب» عليه‌السلام على بنيه ، وأنه وضع يده اليمنى على رأس «أفرايم» بن «يوسف» ، واليسرى على رأس «منسّى» بن «يوسف» ، وأن ذلك شق على «يوسف» عليه‌السلام ، وقال : لا يحسن هذا يا أبت لأن هذا بكر ولدي فاجعل يمينك على رأسه ، يعني منسّى ، فكره ذلك «يعقوب» وقال : علمت يا بني علمت ، وستكثر ذرية هذا وتعظم ، ولكنّ أخاه الأصغر يكون أكثر نسلا وعددا. يعني أن «أفرايم» يكون عدد نسله أكثر من عدد «منسى».

ثم ذكر في مصحف «يوشع» أن بني «منسّى» كانوا إذ دخلوا الشام وقسمت عليهم الأرض اثنين وخمسين ألف مقاتل وسبعمائة. وأن بني «أفرايم» كانوا حينئذ اثنين وثلاثين ألفا وخمسمائة ، وذكر في كتاب لهم معظّم عندهم اسمه «سفطيم» أنه ذكر بني إسرائيل قبل داود عليه‌السلام أربعة من ملوك بني «منسى» وأربعة من بني «أفرايم» ، وأن من جملة بني «منسى» المذكورين رجلا اسمه «مفتاح بن علفاذ» قتل من بني «أفرايم» اثنين وأربعين ألف مقاتل حتى كاد يستأصلهم ، وفي كتاب لهم آخر معظّم عندهم أيضا اسمه «ملاخيم» : أنه ملك عشرة أسباط من بني إسرائيل بعد سليمان عليه‌السلام ، إلى أن ذهب الأسباط المذكورين وسبوا من بني «أفرايم» ملكين كانت مدتهما جميعا ستة وعشرين سنة فقط ، وهما «باريعام» وابنه «باباط» ووليهم من بني «منسى» خمسة ملوك ، واتصلت دولتهم مائة عام وعامين وهما «زحريا» بن «باريعام» بن «نواس» بن «يهويا» و «حار» بن «يهو» كلهم ملك ابن ملك ابن ملك ابن ملك ابن ملك ، ولم يكن فيمن ملك الأسباط العشرة أقوى ملكا من هؤلاء المنسّانيّين ، وهذا ضد قول «يعقوب» الذي حكوه عنه. وحاش لله أن يكذب نبي فيما ينذر به عن الله عزوجل.

فإن قالوا : إن «يوشع» بن «نون» و «دبور» أنسه ، وميخا المورشي النبي كلهم كان من بني «أفرايم» ، وكان بنو «أفرايم» إذ أخرجوا من مصر أربعين ألف مقاتل ، وخمسمائة مقاتل ومائتي مقاتل. وكان بنو «منسى» يومئذ اثنين وثلاثين ألف مقاتل ومائتي مقاتل. قلنا : لم تذكروا أن «يعقوب» قال : «يكون الشرف في نسل أفرايم». إنما حكيتم أنه قال : إن «أفرايم» يكون أكثر نسلا وعددا من «منسى» على التأبيد والعموم ، وإيصال البركة لا على وقت خاص قليل ، ثم يعود الأمر بخلاف ذلك فتبطل البركة ، ويصير المبارك مدبرا ، والمدبر مباركا في الأبد.