ففي هذين الفصلين تشبيه شنيع قبيح جدا من إثبات آخر بخلاف الوجه وهذا ما لا مخرج منه.
فصل
وفي السفر الثالث : أن الباري تعالى قال له : من ضاجع امرأة عمه أو خاله ، أو كشف عورة بنته فيحملان جميعا ذنوبهما ويموتان من غير أولاد.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : كنا ذكرنا أننا لا نخرّج عليهم من توراتهم كلاما لا يفهم معناه ، إذ للقائل أن يقول : قد أصاب الله به ما أراد ، لكن هذا المكان لم يتخلف فيه وعدنا ، لأنها شريعة مكلّفة ملزمة ، ومن المحال أن يكلّف الله الناس عملا لا يفهمونه ولا يعقلون معنى الأمر به.
فصل
وفي السفر الرابع : ذكر أن عدد بني إسرائيل الخارجين من مصر ، القادرين على القتال خاصة ـ من كان ابن عشرين سنة فصاعدا ـ كانوا ستمائة ألف مقاتل وثلاثة آلاف مقاتل وخمسمائة مقاتل ، وخمسين مقاتلا ، وأنه لا يدخل في هذا العدد من كان له أقل من عشرين ولا من لا يطيق القتال ، ولا النساء جملة ، وأن عددهم إذ دخلوا الأرض المقدسة ستمائة ألف رجل ، وألف رجل ، وسبعمائة رجل وثلاثون رجلا. لم يعدّ فيهم من له أقل من عشرين سنة ، وأن على هؤلاء قسمت الأرض المغنومة ، وعلى النساء وعلى من كان دون العشرين أيضا.
وفي كتبهم : أن «داود» عليهالسلام أحصى في أيامه بني إسرائيل فوجد بني «يهوذا» خاصة : خمسمائة ألف مقاتل. ووجد التسعة الأسباط الباقية ـ حاش بني لاوي ، وبني بنيامين فلم يحصهما ـ ألف ألف مقاتل غير ثلاثين ألفا سوى النساء ، وسوى من لا يقدر على القتال من صبي أو شيخ أو معذور ، وكل هؤلاء ، إنما كانوا في «فلسطين» و «الأردن» وبعض عمل «الغور» فقط. والبلد المذكور بحالته كما كان لم يزد بالاتساع ولا نقص.
وفي كتبهم أيضا : أن إبيا بن رحبعام بن سليمان بن داود عليهالسلام قتل من العشرة الأسباط من بني إسرائيل خمسمائة ألف رجل. وأن ابنه «انتيا بن إبيا» كان معه من بني يهوذا خاصة ثلاثمائة ألف مقاتل ومن بني بنيامين خاصة اثنين وخمسين ألف مقاتل.