ابنه «شلومون» الداخل ثم ولادة «داود» عليهالسلام ، ثم «أبشاي» ثم لا تختلف كتبهم في أن «داود» عليهالسلام ولي وله ثلاث وثلاثون سنة عند تمام الستمائة سنة وست وستين ، فينبغي أن تسقط سنو «داود» إذ ولي من العدد المذكور ـ يكون الباقي خمسمائة سنة وثلاثا وسبعين سنة لثلاث ولادات. وهي ولادة «أبشاي» وولادة «عونيذ» وولادة «بوعز». فتأملوا : ابن كم كان [عمر كلّ] واحد منهم إذ ولد له ابنه المذكور؟ تعلموا أنه كذب مستحيل في نسبة ذلك من أعمارهم يومئذ لأن في كتبهم نصّا أنه لم يعش أحد بعد موسى عليهالسلام في بني إسرائيل مائة وثلاثين سنة إلا «يهوباراع» الكوهن الهاروني وحده ، بالضرورة يجب أن كل واحد ممن ذكرنا كان له أزيد من مائة ونيف وأربعين إذ ولد له ابنه المذكور.
وهذه أقوال يكذب بعضها بعضا ، فصح ضرورة لا محيد عنها أنها كلها مبدلة مستعملة محرفة مكذوبة ملعونة ، وثبت أن ديانتهم المأخوذة من هذه الكتب ديانة فاسدة مكذوبة من عمل الفسّاق ضرورة كالشيء المدرك بالعيان واللمس ، ونحمد الله على السلامة.
فصل
شوق بني إسرائيل إلى خضروات الأرض
ثم وصف قيام بني إسرائيل على موسى عليهالسلام ، وطلبهم منه اللحم للأكل وذكروا شوقهم إلى القرع ، والقثاء ، والبصل ، والكرات ، والثوم الذي تشبه رائحته في الروائح عقولهم في العقول ، وذكروا ضجرهم من المنّ ، والله عزوجل قال لموسى عليهالسلام : «تقول للعامة تقدسوا غدا تأكلوا اللحم ، ها أنا أسمعكم قائلين : من ذا يطعمنا أكل اللحم؟ قد كنا بخير بمصر ليعطينكم السيد اللحم فتأكلون ، ليس يوما واحدا ولا يومين ، ولا خمسة ، ولا عشرة حتى تكمل أيام الشهر ، حتى يخرج على مناخركم ، ويصيبكم التخم لما تخليتم عن السيّد الذي هو في وسطكم ، ويبكون قدامه قائلين : لما ذا خرجنا من مصر؟ فقال موسى لله تعالى : هم ستمائة ألف رجل ، وأنت تقول : أنا أعطيهم اللحوم شهرا طعما؟ أترى تكثر بذبائح البقر والغنم فيقتاتون بها؟ أم تجمع حيتان البحر معا لتشبعهم؟. فقال له الرب : أترى يد السيد عاجزة؟! سترى أن يوافيك كلامي أم لا»؟
ثم ذكر أن الله تعالى : أرسل ريحا فأتت بالسّمانى (١) من خلف البحر إلى بني
__________________
(١) السمانى : ضرب من الطير ، واحدته سماناة (المعجم الوسيط : ص ٤٥٢).