الخيل ، وهو الذي بنى الهيكل في بيت المقدس وجعل فيه السرادق والمذبح والمنارة الآن والقربان والتوراة ، والتابوت ، وسكنه بني هارون ، فكانت ولايته أربعين سنة. ثم مات عليهالسلام ، فافترق أمر بني إسرائيل ، فصار «بنو يهوذا» ، و «بنو بنيامين» لبني «سليمان بن داود» عليهالسلام في بيت المقدس. وصار ملك الأسباط العشرة الباقية إلى ملك آخر منهم يسكن «بنابلس» على ثمانية عشر ميلا من «بيت المقدس» ، وبقوا كذلك إلى ابتداء إدبار أمرهم على ما نبين إن شاء الله تعالى ، فنذكر بحول الله تعالى وقوته أسماء ملوك بني سليمان عليهالسلام وأديانهم ، ثم نذكر ملوك الأسباط العشرة ، وبالله عزوجل نتأيد ، ليرى كل واحد كيف كانت حال التوراة ، والديانة في أيام دولتهم.
ملوك الأسباط العشرة
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : ولي إثر موت «سليمان بن داود» عليهالسلام ابنه «رحبعام بن سليمان» وله ست عشرة سنة. وكانت ولايته سبعة عشر عاما ، فأعلن الكفر طول ولايته ، وعبد الأوثان جهارا هو وجميع رعيته وجنده بلا خلاف منهم. ويقولون : إن جنده كانوا مائة ألف وعشرين ألف مقاتل ، وفي أيامه غزا ملك مصر في سبعة آلاف فارس ، وخمسة عشر ألف رجل بيت المقدس ، فأخذها عنوة بالسيف وهرب «رحبعام» ، وانتهب ملك مصر المدينة والقصر والهيكل وأخذ كل ما فيها ، ورجع إلى مصر سالما غانما.
ثم مات «رحبعام» على الكفر ، فولي مكانه ابنه «أبيا» وله ثماني عشرة سنة ، فبقي على الكفر هو وجنده ورعيته ، وعلى عبادة الأوثان علانية. وكانت ولايته ست سنين. ويقولون : قتل من الأسباط العشرة في حروبه معهم خمسمائة ألف إنسان.
ثم ولي بعد موته ابنه «أشا بن أبيا» وله عشر سنين ، وكان مؤمنا ، فهدم بيوت الأوثان ، وأظهر الإيمان ، وبقي في ولايته إحدى وأربعين سنة على الإيمان. وذكروا أن جنده كانوا ثلاثمائة آلاف مقاتل من «بني يهوذا» ، واثنين وخمسين ألفا من «بني بنيامين».
ومات وولي بعده ابنه : «يهوشافاط بن أشا» وهو ابن خمس وثلاثين سنة ، فكانت ولايته : خمسا وعشرين سنة ، وذكروا عنه أنه كان على الإيمان إلى أن مات.
فولي ابنه «يهورام بن يهوشافاط» : ولم نجد أمر سيرته ودينه إلا أنه كان مؤلفا