ذكر بعض ما في كتبهم غير الأناجيل من
الكذب والكفر والهوس
قال أبو محمد : قال يوحنا بن سبذاي في إحدى رسائله الثلاث : يا أحبابي! نحن الآن أولاد الله ، ولم يظهر بعد ما نحن كائنون ، وقد نعلم أنه إذا ظهر سنكون أمثالا له ، لأننا نراه كما هو.
قال أبو محمد : أفي الكفر أعظم من قول هذا الكذب؟ إنهم أولاد الله ، وإنهم سيكونون مثل الله إذا ظهر. وقال اللعين في كتاب الوحي والإعلان : «إنه رأى الله عزوجل شيخا أبيض الرأس واللحية ، ورجلاه من لاطون ، والمسيح يقرأ بين يديه في كتاب من ذهب والملائكة يقولون : هذا خروف الرب ، والأسواق قائمة بين يديه ، القمح كذا وكذا قفيزا بدينار ، والشعير كذا وكذا قفيزا بدينار ، والخمر كذا وكذا قسطا بدينار ، والزيت كذا وكذا قسطا بدينار. فهل هذا إلّا هزل وعيارة ، وتماجن وتطايب.
وقال شمعون في إحدى رسالتيه : «يومئذ يأتي الربّ كمجيء اللص» ، فلعمري!! لقد شبه ربّه تشبيها هو أولى به ، ولا مئونة على هذين الكلبين ، وعلى يهوذا ويعقوب اللعينين في رسائلهم الفارغة من كل خير ، الباردة المملوءة من كل كفر وهوس أن يقولوا : «قال الله والد ربنا المسيح ، وفعل الله والد سيدنا المسيح» ، كأنهم والله إنما يخبرون عن نسب من الأنساب وولادة من الولادات.
وقال بولس اللعين في إحدى رسائله ـ وهي التي إلى أهل غلاذية في الباب السادس منها : «نشهد لكل إنسان يختتن أنه يلزمه أن يحفظ شرائع التوراة». وقال أيضا قبل ذلك : «إن اختتنتم فإن المسيح لا ينفعكم».
فاعجبوا لهذه ، واعلموا أنه قد ألزمهم دينين ، أما من كان مختونا فإن شرائع التوراة كلها تلزمه ولا ينفعه المسيح. وأما من كان غير مختون فالمسيح ينفعه ولا تلزمه شرائع التوراة. وهو النذل وسائر التلاميذ كانوا بإجماع من النصارى مختونين كلهم ، فوجب أن المسيح لا ينفعهم ، وأن شرائع اليهود في التوراة كلها لهم لازمة ، وأكثر من بين أظهر المسلمين منهم اليوم مختونون ، فإن كان بولس صادقا فإن المسيح لا ينفعهم