السجستاني (١) .. فإنّ جهما والأشعري يقولان : إن الإيمان عقد بالقلب فقط ، وإن أظهر الكفر والتثليث بلسانه ، وعبد الصليب في دار الإسلام بلا تقية.
ومحمد بن كرّام يقول : هو القول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه.
وأقرب فرق المعتزلة إلى أهل السنة أصحاب الحسين بن محمد بن النجار وبشر بن غياث المريسي ، ثم أصحاب ضرار بن عمرو.
وأبعدهم أصحاب أبي الهذيل العلاف.
وأقرب مذاهب الشيعة إلى أهل السنة المنتمون إلى أصحاب الحسن بن صالح بن حي الهمذاني الفقيه القائلون بأنّ الإمامة في ولد عليّ رضي الله عنهم والثابت عن الحسن بن صالح رحمهالله هو قولنا : إن الإمامة في جميع قريش ، وتولّي جميع الصحابة رضي الله عنهم ، إلّا أنه كان يفضّل عليّا رضي الله عنه على جميعهم.
وأبعدهم الإمامية.
وأقرب فرق الخوارج إلى أهل السنة أصحاب عبد الله بن يزيد الإباضي الفزاري الكوفي.
وأبعدهم الأزارقة.
وأما أصحاب أحمد بن حابط وأحمد بن باسوس ، والفضل الحدثي ، والغالية من الروافض ، والمتصوفة والبطيحية أصحاب أبي إسماعيل البطيحي ، ومن فارق الإجماع من العجاردة وغيرهم ، فليسوا من الإسلام في شيء من أهله ، بل كفار بإجماع الأمة ، ونعوذ بالله من الخذلان.
ذكر ما اعتمدت عليه كلّ فرقة من هذه الفرق فيما اختصت به
قال أبو محمد : أما المرجئة فعمدتهم التي يتمسّكون بها فالكلام في الإيمان
__________________
(ص ١٩٣) والنجوم الزاهرة (٣ / ٢٥٩) وشذرات الذهب (٢ / ٣٠٣).
(١) محمد بن كرام السجستاني : كان يقول الإيمان هو نطق اللسان بالتوحيد مجرّد عن عقد قلب وعمل جوارح. وقال جماعة من أتباعه بأن الباري جسم لا كالأجسام وأن النبي تجوز منه الكبائر سوى الكذب. وقد سجن ابن كرام ثم نفي ، فمات ببيت المقدس سنة ٢٦٥ ه. انظر ترجمته في الملل والنحل (١ / ١٥٨) وميزان الاعتدال (٤ / ٢١) وسير أعلام النبلاء (١١ / ٥٢٣) والوافي بالوفيات (٤ / ٣٢٧٥) ولسان الميزان (٥ / ٣٥٣) والنجوم الزاهرة (٣ / ٢٤) وتذكرة الحفاظ (٢ / ١٠٦).