قال أبو محمد : وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق ، ومن عداهم فأهل البدعة ، فإنهم الصحابة رضي الله عنهم ، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمهمالله تعالى ، ثم أصحاب الحديث ومن اتّبعهم من الفقهاء جيلا فجيلا إلى يومنا هذا ، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم.
قال أبو محمد : وقد تسمّى باسم الإسلام من أجمع جميع فرق أهل الإسلام على أنه ليس مسلما مثل طوائف من الخوارج غلوا فقالوا : إن الصلاة ركعة بالغداة وركعة بالعشي فقط ، وآخرون استحلوا نكاح بنات البنين ، وبنات البنات ، وبنات بني الإخوة ، وبنات بني الأخوات ، وقالوا : إن سورة يوسف ليست من القرآن. وآخرون منهم قالوا بحدّ الزاني والسارق ثم يستتابون من الكفر ، فإن تابوا وإلّا قتلوا.
وطوائف كانوا من المعتزلة ثم غلوا فقالوا بتناسخ الأرواح.
وآخرون منهم قالوا : إن شحم الخنزير ودماغه حلال.
وطوائف من المرجئة قالوا : إن إبليس لم يسأل الله تعالى قط النظرة ، ولا أقرّ بأنّ الله تعالى خلقه من نار ، وخلق آدم عليهالسلام من تراب.
وآخرون منهم قالوا : إنّ النبوّة تكتسب بالعمل الصالح.
وآخرون كانوا من أهل السنّة فغلوا ، فقالوا : قد يكون في الصالحين من هو أفضل من الأنبياء ومن الملائكة عليهمالسلام ، وأن من عرف الله تعالى حقّ معرفته فقد سقطت عنهم الأعمال والشرائع.
وقال بعضهم بحلول الباري تعالى في أجسام خلقه كالحلاج وغيره.
وطوائف كانوا من الشيعة ثم غلوا ، فقال بعضهم بإلاهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة بعده. ومنهم من قال بنبوته وبنبوّتهم ، وبتناسخ الأرواح كالسيّد الحميري الشاعر وغيره.
وقالت طائفة منهم بإلاهية أبي الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد.
وقالت طائفة بنبوة المغيرة بن أبي سعيد مولى بني بجيلة ، وبنبوّة أبي منصور العجلي ، وبزيع الحائك ، وبيان بن سمعان التميمي وغيرهم.
وقال آخرون برجعة علي إلى الدنيا ، وامتنعوا من القول بظاهر القرآن وقالوا : إن لظاهره تأويلات ، فمنها أن قالوا : إن السماء محمد والأرض أصحابه «وإن الله يأمركم أن تذبحوا البقرة» قالوا : هي فلانة يعني أم المؤمنين رضي الله عنها. وقالوا : العدل والإحسان : محمد وعلي. والجبت والطاغوت هو فلان وفلان يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. وقالوا : الصلاة هي دعاء الإمام. والزكاة هي ما يعطى الإمام. والحج :