بكل شيء عليم ، لم يزل كذلك ، والمعنى في هذا : أنه لم يزل يعلم أنه سيخلق الأشياء على حسب هيئة كل مخلوق منها ، لا على أن الأشياء لم تزل موجودة في علمه ، بل معاذ الله من هذا ، ولكن نقول : لم يزل تعالى يعلم أنه سيحدث كل ما يكون شيئا إذا أحدثه على ما يكون عليه إذا كان ـ وبالله تعالى التوفيق.
الرّد على من سمّى الله بغير نص
قال أبو محمد : ونجمع إن شاء الله تعالى هاهنا بيان الردّ على من أقدم على أن يسمّي الله تعالى بغير نصّ لكن بما دلّه عليه عقله وظنه أنه حسن ومدح ، أو استدلالا بما سمّى به تعالى نفسه ، أو تصريفا من ذلك ، أو قياسا على ما شاهد من خلقه.
فنقول وبالله تعالى التوفيق :
إنّ الله تعالى سمّى نفسه : الرحمن الرحيم ، فسمّه أنت الرقيق من رقة النفس التي هي الرحمة ، فإن قال «الرحيم» يغني عن ذلك.
قيل له : نقضت أصلك ، لأنّ الحيّ يغني على هذا عن أن يقال : إن له حياة.
وأيضا : فإن الرحمن يغني عن الرحيم.
فإن قال : قد ورد النصّ به.
قيل له : صدقت. فلا تتعدّ ما جاء به النص ، وامنع ما سواه.
وسمّى نفسه (العليم) فسمّه : الدّاري ، الحبر ، الفهم ، الذكي ، العارف ، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى (عليم) ولا فرق.
وسمّى نفسه : «الكريم». فسمّه : السخيّ ، والجواد.
وسمّى نفسه : «الحكيم». فسمّه : الناقد ، العاقل.
وسمّى نفسه : «العظيم». فسمّه : الفخم ، الضخم.
وسمّى نفسه : «الحليم». فسمّه : المحتمل ، المتأني ، الصابر ، الصبور ، الصبّار.
وأخبر أنه «قريب». فسمّه : الدّاني ، المجاور ، المياسر.
وسمّى نفسه : «الواسع». فسمّه : الرّحب ، العريض.
وسمّى نفسه : «العزيز». فسمّه : الرئيس.
وأخبر أنه «شاكر» و «شكور» : فسمّه : الحامد ، والحمّاد.
وسمّى نفسه : «القهار». فسمّه : الظافر.
وسمّى نفسه : «الآخر». فسمّه : الثاني ، والتالي ، والخاتم.