الله عليه وآله وسلم) الى ابي بكر اتساع امر الخلافة في قريش لتنال كل بطن منهم وتكون دولة بينهم يرجوها كل قوم كما رواه ابن ابي الحديد عن الجوهري من قول المغيرة بن شعبة لأبي بكر وعمر : أتريدون ان تنتظروا خيل الحلبة من اهل هذا البيت وسعوها في قريش تتسع (١) ، فقاما الى السقيفة وقد مر الحديث بتمامه ، وكذلك ذكر امير المؤمنين (عليهالسلام) ان مقصدهم ذلك في حديث رواه ابن ابي الحديد عنه ، وصرح بعض المحققين من غير اصحابنا من جهة الاستنباط ان مقصد القوم ما ذكرناه نقله عنه المعتزلي المذكور (٢) ومن الواضح ، ان هذا مقتض قوي لإنكار جميعهم النص على امير المؤمنين ، ومظاهرتهم أبا بكر وعمر عليه وتظاهرهم على جملة بني هاشم لعلمهم انها اذا صارت لهم واستقرت فيهم لا تخرج عنهم الى سائر بطون
__________________
(١) أيضا ٦ / ٤٣.
(٢) هو ابو جعفر النقيب ذكر الأسباب التي منعت من تسليم الأمر لعلي (عليهالسلام) في كلام له مع ابن ابي الحديد ومنها رجاء تداول قبائل العرب الخلافة اذا لم يقتصر بها على بيت مخصوص فيكون رجاء كل حي وصولهم إليها ثابتا مستمرا وسيأتي هذا الكلام في بيان ان عليا منصوص عليه وقد نقل ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ٣ / ٩٩ ان عمر لما طعن قال : يا أصحاب محمد تناصحوا فانكم ان لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية وذكر ابن ابي الحديد عن المفيد انما اراد عمر بهذا القول اغراء معاوية وعمرو بن العاص بطلب الخلافة واطماعهما فيها لأن معاوية كان عامله واميره على الشام وعمرو بن العاص عامله واميره على مصر وخاف ان يضعف عثمان عنها وان تصير الى علي (عليهالسلام) فالقى هذه الكلمة الى الناس لتنتقل إليهما وهما بمصر والشام فيتغلبا على هذين الاقليمين ان افضت الى علي (عليهالسلام) قال ابن ابي الحديد : «وهذا عندي من الاستنباطات التي يوجبها الشنئان والحنق وعمر كان اتقى لله من ان يخطر له هذا ولكنه من فراسته الصادقة التي كان يعلم بها كثيرا من الأمور المستقبلة» اما انا فلم اجد هذا فيما بين يدي من كتب المفيد رحمهالله ولعله وهم في النقل اوراه فيما لم تصل إليه يدي من كتبه.