لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ولكثير (٧٥) ما جاء من تفضيل الله عزوجل لآل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما نزل في (٧٦) واضح التنزيل ، والقول مما يطول لو شرحنا به الكتاب ، ويعظم ويجل القول والخطاب ، والحمد لله على ما خصنا به من الفضل المبين ، وجنبنا سبحانه عن الحظ الغبين.
باب معنى الإرادة من الله
إن سأل سائل : فقال أخبرونا عن إرادة الله ذي الجلال ، أتقولون إنها قديمة أزلية كالعلم والقدرة أوّلية؟
قيل له : إن العلم والقدرة خلاف ما سألت عنه من الإرادة ، لأن العلم والقدرة من صفات الذات ، والإرادة حادثة بإحداث المحدثات ، والإرادة ، فمخلوقة محدثه كسائر المحدثين ، والعلم والقدرة فأزليان غير مخلوقين ، والدليل على ما قلنا به وفيه من ذلك والشاهد لنا على أنه في الله سبحانه كذلك أن العلم والقدرة لو كانا شيئين محدثين لكان يلحق بالله جل جلاله العجز والجهل في الحالين ، لأنه إن جاز أن يكون فينة (٧٧) غير عالم فقد كان بلا شك جاهلا ، وإن جاز أن يكون فينة من الدهر غير قادر فقد كان بلا مرية في العجز داخلا ، فقد ثبت بحمد الله أنه لم يزل قادرا عالما ، ومن الآفات والصفات الزائلات الناقصات سالما ، وإذا قد صح أنه لم يزل عالما قادرا في (٧٨) كل الحالات والأوقات ، فقد صح أن العلم والقدرة من صفات الذات.
وأما الإرادة منه جل جلاله وتقدس عن أن يحويه قول أو يناله ، فمحدثة مكونة
__________________
(٧٥) في (ب) : والكثير.
(٧٦) في (ب) : من.
(٧٧) الفينة : الساعة والطرف من الدهر. تمت من القاموس.
(٧٨) في (ب) : وفي.