والصلب ، والقتل والضرب ، والحبس والتنكيل ، فلا يقع على من يريد عمل ما جعل (٩٩) فيه (١٠٠) ذلك ولم يفعله ، وإنما يقع ذلك ويجب على من دخل فيه واكتسبه وفعله ، وفي أقل من ذلك نور وبرهان ، وفرق بين أراد ويريد وفصل وتبيان (١٠١) ، عند كل ذي علم وحجى ، وبصيرة ويقين واهتدى.
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد النبي المصطفى ، وعلى من طاب من عترته وزكى.
باب تفسير معنى الأعلى
الأعلى هو : العظيم المستعلي على الأشياء بقدرته ، القاهر الذي لا يرام لعزته وعظمته ، الواحد البائن عن مشابهة شيء من خلقه ، وكذلك معنى : (تعالى علوا كبيرا) لا يتوهم الجاهلون أنه مستعل فوق شيء عال ، يحيط به ذلك الشيء ويحويه ويحدق به ، تعالى عن ذلك وحاشاه ، وكيف يكون كذلك ، أو يجوز فيه القول بذلك ، وهو بكل مكان كما قال سبحانه في واضح الفرقان : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة : ٧] ، ولو كان كما يقول الضالون ، ويصفه به المشبهون ، لبطل ما قال في القرآن من أنه جل وعز بكل مكان.
باب تفسير معنى الكبير ومخرج ذلك في اللطيف الخبير
معنى الكبير فهو : البائن عن مشابهة المخلوقات ، القديم الأزلي الذي لا تنقصه
__________________
(٩٩) في (ب) : يجعل.
(١٠٠) أي عمل ما جعل عليه من العقاب.
(١٠١) في (ب) : وبيان.