أصل ، ولا يكون منه أبدا فصل : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص.]. الواحد في الربوبية والقدرة والعزة ، والملك والكبرياء والعظمة ، وكل قادر فمقدور عليه ، وكل ملك فمسلوب ملكه من يديه ، وكل عزيز فأيسر العزة نال ، غير الله الواحد ذي الجلال (١١٧) ، وذي العز الكامل الدائم ، والملك السرمد الباقي الدائم ، القادر فلا يقدر عليه ، العادل فلا ظلم لديه ، البري من أفعال العباد ، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد ، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى : ١١] ، لا تحيط به الأقطار ، ولا تجول بتحديد فيه الأفكار ، ولا تنتظمه الصفات والأخبار ، ولا تدركه سبحانه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير. القائم سبحانه بنفسه ، الذي لا قوام لغيره إلا به ، لا تجري عليه الأزمنة ، ولا تحويه (١١٨) الأمكنة ، وكيف تجري الأزمنة أو تحوي الأمكنة من كوّن كل مكان ، وأوجد بعد العدم كل زمان؟! وهو الله الواحد الرحمن ، سبحانه وتعالى ذو المن والإحسان.
باب الرد على من قال : إن الله جسم ، وجواب من سأل عن معنى قول الموحدين : إن الله شيء لا كالأشياء
إن سأل من الخلق سائل أو تعنت متعنت قائل ، فقال : ما ذا تقولون ، وإلى أي معنى من المعاني تذهبون ، في الله ذي الجلال وذي الجبروت والمحال ، أشيء هو تقولون أم غير ذلك تزعمون؟
قلنا : بل نقول : إن ربنا جل وتقدس إلهنا شيء لا كالأشياء ، سبحانه تبارك وتعالى ، لا يشبهه ولا يدانيه شيء ، ولم يزل سبحانه (١١٩) قبل كل شيء ، وهو المشيّئ لكل الأشياء ،
__________________
(١١٧) يعني أن كل عزيز لم ينل إلا أيسر العزة ، يعني القليل منها ، ولم ينل العزة الكاملة إلا الله.
(١١٨) زيادة من (ب) ، والأصل : (تحوزه).
(١١٩) زيادة من (ب).