قائمة الکتاب
مقدمة السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي
٧مقدمة السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي
٧
إعدادات
مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام
مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام
تحمیل
الصلاة والسلام على الخصوص ؛ بما لا يمكن دفعه لفظا ولا معنى ، ولا سندا ولا متنا ، حتى إذا استنتجت منهم فائدتها ، وطلبت منهم عائدتها ، بوجوب اتباعهم الذي هو مقتضاه في علم أو عمل ؛ أنكر وبرطم ، ولوى عنقه وتجهم ، وإن ذكرت عنده خلافتهم رآها نكرا ، أو رأى من يتابعهم في مقالة أو مذهب عده مبتدعا ، أو سمع بقراءة في كتبهم ومؤلفاتهم اتخذها هزوا ولعبا ، فما أدري ما بقي لهم من معاني تلك الأدلة والنصوص ، وأي فضل ترك لهم على الناس إذ أوجب عليهم أن يكونوا تبعا والله قد جعلهم متبوعين ، ومؤخرين والله قد جعلهم مقدمين ، وأجل النظر فيما تجده في كتب كثير من محدثي العامة وفقهائها ، فلا تلقاها إلا على هذا النهج ، ما ذاك إلا لإرادة الله عزوجل إظهار الحق على ألسنتهم وأيديهم ، حجة عليهم وإن راموا إنكارها. انتهى.
قلت : فقد صار الأمر في حالهم ما قصه الله تعالى من أمثال قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) [النمل : ١٤] ، وأصل كل ضلالة وفتنة ، ومنبع كل فرقة ومحنة في هذه الأمة ، والأمم السالفة اتباع الأهواء ، والإخلاد إلى الدنيا.
وقد علم كل ذي علم وفهم ، وفهم كل ذي فهم ، ما جرى لأهل بيت النبوة في هذه الأمة ، وما فعله الطغاة مع العترة المطهرة ، وما ساعدهم به علماء السوء ، وفقهاء الضلال ؛ من اتباع أهوائهم على كل حال ، ورفض أهل بيت نبيهم ، وطرح ما يدينون به من دين ربهم ، حتى غيروا معالم دين الله ، وافتروا على الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لترويج ما يهوونه من الصد عن سبيل الله في الأفعال والأقوال ، كل ذلك معارضة للآل ، ومخالفة لما أمرهم به في شأنهم ذو الجلال.
وقد قصدوا استئصال السلالة النبوية ، وإبادة الذرية العلوية ، وإزالتهم عن وجه البسيطة بالكلية ، وأبلغوا مجهودهم في طمّ منارهم ، وطمس أنوارهم ، فأبى الله تعالى لهم ذلك ، وغلبهم على ما هنالك ، كيف وهم قرناء الكتاب ، والحجة على ذوي الألباب ، والسفينة المنجية من العذاب ، والثقل الأصغر الذين خلّفهم الرسول مع الثقل الأكبر في الأرض ، ولن يفترقا إلى يوم العرض (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) [التوبة : ٣٢].
وتهافت في أثرهم الأتباع من العوام ، والهمج الرعاع من الطغام ، أتباع كل ناعق ،