بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
هذا وبيان شبه هذه الفرق وتقرير الرد عليها وتحرير الدلائل وما خالفت فيه من المسائل لا يحتمل مدار رحاه هذه السواقط ، وإنما أردنا التنبيه لمن غفل عن مهاوي التلف ، ومداحض المساقط.
وحجج الله تعالى واضحة المنهاج ، بينة الفجاج ، ودينه قويم ، وصراطه مستقيم (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال : ٤٢] ، وإليك النظر أيها المطلع ، المتبع لكتاب ربه ، وسنة نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إن كنت عن طريق الحق غير حائد ولا لضروري المعقول والمنقول بجاحد ؛ فالمقصود بالخطاب أرباب النظر والاعتبار ؛ من ذوي الأبصار (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) [الرعد : ١٩] ، فأما من أعمى بصائرهم الهوى ، وأغشى أبصارهم الردى ؛ من طائفتي المتمردين والمقلدين ؛ الذين ألفوا آبائهم ضالين فليسوا بمقصودين (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) [النمل : ٨٠ ـ ٨١].
اللهم صل على محمد وآله ؛ وأتمم علينا نعمتك في الدارين ، واكتب لنا رحمتك التي تكتبها لعبادك المتقين ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، واجعلنا هداة مهتدين ، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [الحشر : ١٠] ، (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل : ١٩].
مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي
كتب بأمره ولده / إبراهيم مجد الدين المؤيدي
مركز أهل البيت (ع) للدراسات الإسلامية ـ صعدة