وأن الصيام في شهر معلوم ، شهر رمضان ، سوى ما يجب لله من كفارة اليمين والظهار ، وقتل الخطأ وفي التمتع بالعمرة إلى الحج إذا لم يجد الهدي ، وفيمن أوجب على نفسه نذرا ، وفيما أوجب على المسافر والحائض من قضاء ما فاتهم من شهر رمضان ، وكذلك المريض ثم يبرأ ، وفيما يتقون ويأتون من الطعام والشراب والنكاح ، ومن الغسل من الجنابة.
وأن من الكتاب ناسخا ومنسوخا نحو أمر القبلتين ، وإمساك النساء الفواجر في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا.
وأن من تعمد أن يخبر بما يعلم أنه لم يكن فيقول إنه قد كان ، أو بما يعلم أنه لا يكون فيقول إنه يكون ، أو يقول قد كان فهو كاذب ، أو بما لا يعلم أو بما لا يفعل فهو جاهل ، وأن الله من ذلك بري.
وأن شرائع الأنبياء كانت مختلفة ، وأنها على اختلافها يجمعها اسم الدين والطاعة ، والإيمان ، والهدى ، والتقوى ، والبر والإحسان ، وأن بعضهم لم يقصص علينا باسمه ، ولم يبين لنا في كتابه ، ولا سمى نبيا بعينه ، وأنّ علم ما جهلنا من ذلك كان دينا وإيمانا فرضه الله على تلك الأمم ووضعه عنا.
وأنه لا يجوز لمدع دعواه إلا ببينة ، فمن ادعا مما في يد غيره مما لا يدرك علمه إلا بالشهود لم يعط ما ادعا إلا بشاهدي عدل ، أو بإقرار من المدعى عليه للمدعي. ثم بين سنته في الشهود فأبطل شهادة كل فاسق منهم أو خصم ، وأن بعض الشهود ربما شهدوا بالزور والذي لا يعلمه إلا الله ، وأن على الحكام أن يمضوا الشهادة مع جهلهم بما يعيب (١٥١) به الشهود ، إلا أنّ الله يعلم أنهم قد شهدوا على باطل.
وأنّ أفضل الدين كله العلم بالله تبارك وتعالى وبدينه ، وأنه لا ينفع قول إلا بعمل ، ولا عمل إلا بعلم في إثبات اسم ولا ثواب ، وذلك أن من أقر بالحق ولم يعمل به لم يستحق الأسماء الزكية ، ولا ثواب أهلها ، ومن ضيع العلم بالله وبدينه لم ينتفع بشيء من عمله.
__________________
(١٥١) في (ج) : تغيّب.