وأنّ كلهم متعلم ، وكلهم محتاج إلى العلم مفضل له ولأهله ، وذام للجهل عائب له ولأهله.
وأنهم لم يزالوا يتقربون إلى الله بالقول السديد ، والعمل الصالح ، ويعبدونه بذلك ، ويدينون له بذلك.
وأنّ اسم دينهم الذي تعبدهم الله به ودانوا به الذي بلغ بالإيمان والإسلام والتقوى والبر ونحو ذلك.
وأنّ قد حرم الله على المسلمين أن يزكوا أنفسهم ، وأنّ قد أوجب عليهم أن ينسبوا جميع المسلمين إلى الإيمان والإسلام ، وأنهم قد كانوا يثبتون لهم اسم الإيمان ثم لا يعلمون سرائرهم ، وأنهم قد كانوا يتولى بعضهم بعضا على أنهم سمعوا منهم بعض ذلك وإن لم يروا منهم عملا ، وكذلك يفعلون فيمن يرونه يعمل وإن لم يسمعوا منهم قولا ، فإن الاسم الذي قد ثبت عندهم على الظاهر وإن لم يعلموا الباطن ، وأنه لا يحصي أحد منهم جميع ما فرض الله ، فإن الله لم يكلفهم إحصاءه ولا إحصاء أهله.
وأن دينهم أنهم يرجون ثواب الله ، ويخافون عقابه.
وأنه لا خوف على أولياء الله في الآخرة ولا هم يحزنون ، وأن أولياء الله المؤمنون.
وأن الله قد استحق ولاية وليه ، وعداوة عدوه على جميع العالمين الذين قد قامت عليهم بذلك حجة الدين ، وأن من لم تنفع ولايته وتضر عداوته معيب عندهم منقوص ، وأن الله أحق أن تنفع ولايته وتضر عداوته من جميع الخلق.
وأن الأنبياء لم تزل مستحقة لثواب الله منذ بعثها الله ، وأنها لم تكفر قط ، ولم تفسق ، ولم تقم على شيء من الذنوب بعلم ولا بعمد ، وربما أذنبت على الظن وطريق النسيان ، وأن ذنوبها صغائر مغفورة ، وأنها لا تأتي الكبائر ، وأن من قذف الأنبياء بالكفر والكبائر فهو أولى بالكفر.
وأن المؤمنين مقرون جميعا على أنفسهم بالذنوب ، وأنهم ينتفون من الكفر والفسق ، ويكرهون أن ينسبوا إليه.
وأن الله قد ميز بين صغائر الذنوب وكبائرها ، فلم يجعل السبة والكذبة والنظرة كالقتل والزنى والربا والسرقة وأشباههن ، ولم يجعل القتل وأشباهه كالكفر بالنبي صلى الله عليه