مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

تحمیل

شارك

عليهم الذي ابتدأهم به ، وإن يشكروا أي يطيعوا فيعملوا بطاعته يرضى ذلك الفعل منهم ويثيبهم عليه.

ثم قال أيضا : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) [فصلت : ١٧] ، يخبر عز ذكره ، ويبين أن الذنوب من العباد بالاختيار والاستحباب منهم ، وأنه قد هداهم فاستحبوا الكفر وآثروه على ما فعل بهم من الهدى ، ثم قال : (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) [الأعلى : ٣] ، أي ابتدأ الخلق بما ذكرنا من الدلالة لهم على الخير والهدى.

ثم قال عزوجل لنبيه عليه‌السلام متبرئا من الضلالة مسندا لها إليهم : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) [سبأ : ٥٠] ، معنى ذلك : إن ضللت فإنما أضل من نفسي ، (على) تقوم مقام (من) ؛ لأن حروف الصفات يخلف بعضها بعضا ، وهذا كثير في أشعار العرب ، قال الشاعر :

شربن بماء البحر ثم ترفعت

لدى لجج خضر لهن نئيج

يريد : من لجج ؛ فجعل مكانها : (لدى) ، وكذلك حروف الصفات يخلف بعضها بعضا. أفترى محمدا يضل من نفسه ويهتدي من الله ، وهذا الخلق يضلون من عند الله؟ معاذ الله!! كيف ننسب هذا الفعل القبيح والاسم إلى الله ، والظلم ونبرئ منه أنفسنا ، والله عزوجل يقول : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف : ١٨٠].

ثم قال عزوجل (١٧٥) : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) [الأعراف : ٢٨].

وقال : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء : ٢٣] ، ولم يقل : وقضى ربك أن تكفروا به وتعبدوا سواه من الحجارة والنار وغيرهما من المعبودات ، فكان أمره وقضاؤه ومشيئته أن لا يعبدوا غيره ، بالتخيير من العباد لا من جهة الجبر لهم على تركها ، فقال : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) [الإسراء :

__________________

(١٧٥) في (ب) : عز ذكره.