كتاب الرد على الحسن بن محمد بن الحنفية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
الحمد لله الذي علا على الأشياء بطوله ، وتقدس عن مشابهة المخلوقين بحوله. الذي علا فقدر ، وقدر فقهر ، وعصي فغفر ، وأطيع فشكر. الذي لا مثل له فيساويه ، ولا ضد له فيناويه. الذي لا تدركه الأبصار ، ولا تجن (١٨٨) منه الأستار. العالم بما تجن قعور البحور ، وما تكن جوانح الصدور ، العالم بما سيكون ـ سبحانه ـ من قبل أن يكون. اللطيف الخبير ، السميع البصير ، الجليل الحكيم ، الكريم الرحيم. الذي دنا فنأى ، ونأى سبحانه فدنا ، رابع كل ثلاثة ، وسادس كل خمسة ، الداني من الأشياء بغير ملامسة ، المحيط بها من غير مخالطة ، العالم بباطنها من غير ممازجة ، فعلمه بما تحت الأرضين السفلى كعلمه بما فوق السماوات العلى. الموجد للأشياء من غير شيء ، وجاعل الروح في كل حي. خلق خلقه حين أراده ، وإذا شاء سبحانه أباده ، بلا كلفة ولا اضطرار ، ولا بتخيل ولا إضمار ، ولا حاجة منه إلى الأعوان ، إذا أراد إيجاد شيء كان ، بلا كلفة. البريء من أفعال العباد ، المتعالي عن اتخاذ الصواحب والأولاد ، الذي لم يلده والد فيكون مولودا ، ولم يلد ولدا فيكون لذلك محدودا ، الخالق غير مخلوق ، والرازق غير مرزوق. الذي بقدرته قامت
__________________
(١٨٨) تحجب.