زيدية ، وحسبك في هذا الباب انتساب المعتزلة إليه مع أنها تنظر إلى سائر الناس بالعين التي تنظر بها ملائكة السماء إلى أهل الأرض مثلا ، فلو لا ظهور علمه وبراعته وتقدمه عليهالسلام كل أحد في فضيلته لما انقادت المعتزلة له ، وإذا أردت تحقيق ما قلناه فسم بعض تلامذتهم أو متوسطيهم أن ينسب إلى غيره من أهل البيت عليهمالسلام ممن بعد ، ممن لا تحصيل له في رتبة زيد عليهالسلام ، لتسمع منه العجائب.» انتهى.
المؤلف
وامتدادا لهذا النور وتواصلا لهذه السلسلة المباركة كان وجود الإمام الأعظم ، إمام اليمن ، محيي الفرائض والسنن ، وليس محتاجا إلى تعريف فهو أعرف من المعرفة وأشهر من نار على علم ، عرفه الخاص والعام ، والعالم والجاهل ، والمخالف والمؤلف ، قام في اليمن باحياء الفرائض والسنن ، وأباد البدع والمبتدعين ، مقارعة بالحجة والبيان ، وجهادا بالسيف والسنان ، لم تزل كراماته إلى هذا الزمن تترى ، يعرفها العامة والعلماء ، ونحن سنذكر هنا شيئا من أحواله وفضائله تبركا بذلك فنقول :
هو الإمام الهادي إلى الحق أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
أمه أم الحسن بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
ولد بالمدينة المنورة سنة خمس وأربعين ومائتين.
وكان له أهمية كبيرة بين أهله عليهمالسلام منذ مولده لما فيه من الأخبار والبشارات به لديهم.
فقد حمل حين ولد إلى جده القاسم عليهالسلام فوضعه في حجره المبارك وعوّذه وبرّك عليه ، ودعا له ، ثم قال لأبيه بم سميته؟.
قال يحيى ، وقد كان للحسين أخ لأبيه وأمه يسمى يحيى توفي قبل ذلك ، فبكى القاسم عليهالسلام حين ذكره وقال : هو والله يحيى صاحب اليمن.