قال مولانا لا مولاه : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [الأنبياء : ١٨] ، وقال في تولي المحقين وخذلان المبطلين : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) [محمد : ١١] ، يقول سبحانه : لا ولي ولا متولي ، ولا مرشد لهم ، ولا كافي.
تم جواب مسألته
المسألة التاسعة : الآجال
ثم أتبع ذلك المسألة عن الآجال ، فقال : خبرونا عن الآجال ، من وقتها؟ أموقتة هي أم غير موقتة؟ فإن قالوا : الله وقتها ؛ فقد أجابوك. فقل : هل يستطيع أحد أن يزيد فيها أو ينقص منها؟ إن شاء عجلها عن وقتها وإن شاء أخرها؟ فإن قالوا : لا ؛ فقد انتقض عليهم قولهم. وإن قالوا : نعم. فقل لهم : فقد زعمتم أن الناس يستطيعون أن يقدموا ما أخر الله ، ويؤخروا ما قدم الله ، وهذا هو التكذيب لما جاء من عند الله ، وذلك قوله : (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) [المنافقون : ١١].
تمت مسألته
جوابها :
وسأل عن الآجال ، فقال : هل يستطيع أحد أن ينقص منها أو يتعدى فيقطع ويتلف بعضها؟ وزعم أن ذلك لا يكون أبدا ولا يقدر عليه أحد أصلا ، ولا ينال أحد على أحد تعديا.
فقول أهل الحق أجمعين ، والله سبحانه على ذلك المعين : أن الله وقّت لعباده آجالا ، وضرب لهم في أمورهم أمثالا ، وجعل فيهم قدرة على أن يقتل بعضهم بعضا ، فمن شاء خاف ربه في كل حال واتقى ، ومن شاء كفر وظلم وأساء ، وجار في فعله وخالف واعتدى. ألا تسمع كيف يقول رب العالمين لجميع من أمره من المأمورين : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) [الأنعام : ١٥١] ، فنهاهم عن قتل النفس ، إذ علم أنهم عليه