حشيشك مثل ما ينال صاحبك بشمعاته في حشيشه ، والأمر في قليل النار وكثيرها عند تأججها والتهابها سواء ، لا حجة لك على مولاك فيما كلفك وأعطاك.
فكذلك ـ والحمد لله ـ الأمر فيما أعطى الله العباد من حجته فيما فضل به من شاء من بعد ذلك من خليقته. فأما من سلب عقله من المجانين والأطفال ، فلم يوجب الله عليهم الأعمال ، بل أزاح عنهم ذلك ، ولم يوجبه عليهم ، وحالهم في وقتهم ذلك عند الله فحال لا يسألهم فيها عما افترض من الأعمال حتى يفيقوا ، ومما هم فيه يخرجوا ، ويبلغ الأطفال من الفهم ما يصح لهم به التمييز ويخرجوا من حال الطفولية والصغر إلى حال القوة والكبر ، وفي ذلك ما قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المجنون حتى يفيق ، وعن الصبي حتى يعقل.».
والحمد لله العدل في فعله ، الرحيم بخلقه ، الذي كلف يسيرا ، وأعطى عليه كثيرا.
تم جواب مسألته
المسألة الثانية عشرة : نفوذ إرادة الله
ثم أتبع ذلك المسألة عن الإرادة ، فقال : أخبرونا عن الإرادة إذا أراد الله شيئا ، يكون أو لا يكون؟ فإنه قد قال : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [البروج : ١٦] ، فإن قالوا : نعم ، قيل لهم : وهل أراد الله أن يدخل خلقه كلهم في الهدى؟ فإن قالوا : نعم ، قد أراد أن يدخلوا كلهم في الهدى على غير جبر منه ولا إكراه. فيقال لهم : فهل دخلوا في الهدى كما أراد على غير وجه الجبر منه لهم والإكراه؟
تمت مسألته
جوابها :
وأما ما سأل عنه من إرادة الله سبحانه ، فقال : إذا أراد الله شيئا يكون؟ أو لا؟ فإنه قد قال الله : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) ، فكذلك قولنا في خالقنا ومصورنا وبارئنا ومميتنا ومحيينا ، سبحانه وجل وتقدست أسماؤه كما قال في نفسه : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) ، فكل ما شاء أن