كَذلِكَ الْخُرُوجُ) [ق : ٩ ـ ١١] ، فسقى اليوم قوما هم إلى السقي محتاجون (٣٢٦) ، وسقى غدا آخرين ، وما يحدث في الأيام من الأرزاق للعباد وإحياء ما شاء من البلاد ، وبالمداولة بالأيام بين الأنام ما نزل بهم من المصائب الهائلات ، وما يمن به عليهم من الآلاء والنعم السابغات ، من ذلك ما يأخذ من الأقارب والآباء والإخوة والأبناء وجماعة القربى ، وما يهب عزوجل لمن يشاء من الأولاد الذكور ، وما يصرف ويدفع من الشرور ، فهذه الأشياء كلها التي تكون في لياليه سبحانه وأيامه مداولة منه لا شك بين عباده. فأما ما يظن الجهال ، وأهل التكمه في الضلال من أن معنى هذه الآية هو إدالة الفاسقين على الحق والمحقين ، وأنه يمكن في الأرض للفاجرين ، ويمهد للفسقة العاصين بما قد حرم عليهم ، ولم يجعله ـ بحمد الله ـ لهم ، بل شدده عليهم غاية التشديد في ترك مشاقة أهل الحق والتسديد ، وأمر في ذلك بالاتباع لهم ، وترك الخلاف في جميع الأسباب عليهم ، (فهذا كذب منهم على رب العالمين ، وكيف يجوز أن يديل ويمهد للعاصين) (٣٢٧) ، بل كيف يتوهم على الرحمن الكريم الواحد ذي الجلال العظيم أن يكون أدالهم وأعطاهم ما عنه زجرهم ونهاهم؟ فتبارك ذو السلطان المبين عن مقالة أهل الضلال الجاهلين. (والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم) (٣٢٨)
تم جواب مسألته
المسألة السابعة عشرة : معنى قول الله : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ) ، ومعنى الإذن فيها
ثم أتبع ذلك الحسن بن محمد المسألة عن قول الله عزوجل : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى
__________________
(٣٢٦) في (أ ، ج) : يحتاجون.
(٣٢٧) ساقط من (ب).
(٣٢٨) غير موجودة في (ب).