تريدها ، وتثبتها وهي لا تريدها ، قال الله سبحانه : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد : ٢٩] ، فقال : (لِئَلَّا) ، فأثبت (لا) وهو لا يريدها ، فخرج لفظ الكلام لفظ إيجاب ، ومعناه معنى نفي ، أراد سبحانه : ليعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شيء من فضل الله. وهذا فموجود في أشعارهم مثبت في أخبارهم. قال الشاعر :
نزلتم منزل الأضياف منا |
|
فعجلنا القرى أن تشتمونا |
فقال : فعجلنا القرى أن تشتمونا ، وإنما معناه : فعجلنا القرى لأن لا تشتمونا ؛ فطرح (لا) وهو يريدها ، فخرج لفظ الكلام بخلاف معناه ، وقال آخر :
ما زال ذو الخيرات لا يقول |
|
ويصدق القول ولا يحول |
فقال : لا يقول ؛ فأتى ب (لا) وهو لا يريدها ، ولأن معناها : ما زال ذو الخيرات يقول ؛ فخرج اللفظ خلاف المعنى.
تم جواب مسألته
المسألة الثانية والثلاثون : معنى قوله تعالى (أَغْفَلْنا قَلْبَهُ)
ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله عزوجل في الإغفال : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) [الكهف : ٢٨] ، فقال : أخبرونا عن هذا الذي أغفل الله قلبه عن ذكره ، هل أراد الله أن يطيعه؟ فإن قالوا : نعم ؛ فقد كذبوا وجحدوا. وإن قالوا : لا ؛ فقد نقض ذلك قولهم.
تمت مسألته
جوابها :
وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) ، فقال : خبرونا عن هذا الذي أغفل الله قلبه عن ذكره هل أراد الله أن يطيعه؟ فتوهم ـ ويله وغوله إن لم يتب من الله ويحه!! ـ أن الله تبارك وتعالى أدخله في الغفلة ، وحال بينه