إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله ، وغير ذلك من علاماته ، مما نكره (٤٢٢) التطويل بذكرها ، وقد يجزي ذكر قليلها عن كثيرها ؛ ومثل ما جاء به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من معجزاته الهائلات ، وأموره الناطقات ، وأسبابه الشاهدات بالنبوة (٤٢٣) والرسالات ، مثل : مجيء الشجرة إليه ورجوعها إلى موضعها ، وإنباء الناس بما في صدورهم ، وإعلامهم بما في ضميرهم ، وذلك من إنباء الله له بذلك وإعلامه به إياه ، ومثل ما كان من فعله في شاة أم معبد ، وما كان منه من الفعل في التمرات من غداء جابر بن عبد الله ، وذلك أنه أخذ كفا من تمر فوضعه في وسط ثوب كبير ، ثم حركه ودعا فيه ، فزاد وربا حتى امتلأ الثوب تمرا ، وما كان منه في عشاء جابر بن عبد الله ، صاع من شعير وعناق صغيرة أكل منها ألف رجل ، وما كان منه في الوشل (٤٢٤) الذي ورده هو والمسلمون في غزوة تبوك ، فوضع يده تحت الوشل ، فوشل فيها من الماء ملؤها ، ثم ضربه ودعا فيه ، فانفجر بمثل عنق البعير ماء ، فشرب العسكر كله معا ، وتزودوا ما شاءوا من الماء ، وغير ذلك مما يكره التطويل من (٤٢٥) معجزاته ، أنه مفهوم معروف عند أهل العلم ، فكانت هذه المعجزات مع ما ذكرنا من أسباب الاستحقاق من علم النبوة والدليل على نبوة الأنبياء وبعث الله لهم في البرية تبارك وتعالى.
استحقاق الأوصياء وعلمهم
وكذلك الأوصياء ، فلا تثبت للخلائق وصية الأنبياء إليهم إلا بالاستحقاق لذلك والعلم والدليل.
__________________
(٤٢٢) في (ب) : يكره.
(٤٢٣) في (ب) : له.
(٤٢٤) الماء القليل. من هامش (أ) و (د).
(٤٢٥) في (ب) : في.