ثم نقول من بعد الحمد لله والثناء عليه ، والصلاة على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم :
سبب اختلاف الأمة هو لرفضها أهل البيت
إن سأل سائل فقال : من أين وقع في هذه الأمة هذا الاختلاف (٤٧٤) في الحلال والحرام؟ حتى صار كل يفتي برأيه ، ويتبع في قوله أئمة له مختلفين ، فيقول في ذلك بأقاويل قوم مفترقين ، فإذا وردت مسألة على وجه واحد أحلها محلل وحرمها محرم ، فكيف يجوز أن يكون معنى واحد مؤتلف ، يأتي فيه قول متشتت مختلف؟ فيحل على لسان مفت لمستفتيه ، ويحرم على لسان آخر على من نظر فيه.
قيل له : وقع هذا الاختلاف (٤٧٥) وكان ما عنه سألت من قلة الائتلاف ، لفساد هذه الأمة وافتراقها ، وقلة نظرها لأنفسها في أمورها ، وتركها لمن أمر الله باتباعه ، والاقتباس من علمه ، ورفضها لأئمتها وقادتها ، الذين أمرت بالتعلم منهم ، والسؤال لهم ، وجعلوا شفاء لداء الأمة ، ودليلا على كل مكرمة ، ونهاية لكل فضيلة (٤٧٦) ، (وأصلا لكل خير) (٤٧٧) ، وفرعا لكل بر ، وفصلا لكل خطاب ، ودليلا على كل الأسباب من حلال أو حرام أو شريعة من شرائع الإسلام. فلما أن تبرأت الأمة منهم ، واختارت غير ما اختار الله ، وقصدت غير ما قصد الله ، فرفضت علماءها ، وقتلت (٤٧٨) فقهاءها ، وأبادت أدلتها إلى النجاة والصواب ، وحارت لذلك عن رشد كل جواب ، ولم تهتد إلى وجه قول من
__________________
(٤٧٤) في (ب) : الخلاف.
(٤٧٥) في (ب) : الخلاف.
(٤٧٦) في (أ) : فاضلة.
(٤٧٧) ما بين القوسين في (ب).
(٤٧٨) في (ب) : وقلّدت.