وسلالة النبي ، ونسل الوصي ، وخيرة الواحد العلي. مشرب لا يظمأ من ورده ، ودواء لا يسقم من تداوى به ، شفاء الأدواء ، ووقاية من البلاء ، كهف حصين ، ودين رصين ، وعمود الدين ، وأئمة المسلمين ، قولهم صواب بلا خطأ ، وقربهم شفاء بلا ردى ؛ أعني بذلك الطاهرين المطهرين ، والأئمة الهادين ، من أهل بيت محمد المصطفى ، وموضع الطهر والرضى ، الوافين إن وعدوا ، والصادقين إن نطقوا ، والعادلين إن حكموا وبالله التوفيق.
فإن قال السائل عن الخلفة ، المتكلم في الفرقة : أفتقولون إنهم لو قصدوا هذا المعدن في علمهم ، واقتبسوا منه في حلالهم وحرامهم ، لم يضلوا ولم يفترقوا ، ولم يقع اختلاف بينهم فيما به تكلموا؟
قيل له : نعم ، كذلك نقول ، وإليه معنانا يؤول.
فإن قال : فكيف لا تقع الفرقة ، ولا تكون بين أولئك ـ صلوات الله عليهم ـ خلفة؟
قيل له : لأنهم أخذوا علمهم من الكتاب والسنة ، فلم يحتاجوا إلى إحداث رأي ولا بدعة. تكلموا بالكتاب الناطق ، واعتمدوا على الوحي الصادق ، فكان الكتاب والسنة لهم إماما يحتذون حذوه ، ويقتدون في الأمور قدوه ، فثبتت بذلك لهم الألفة ، وزالت عنهم الفرقة.
كل ما تحتاج إليه الأمة في كتاب الله وسنة رسوله
فإن قال السائل : فخبرونا فيما عنه نسألكم ، وأنبئونا عما نسمع من قولكم ، أتقولون : إن جميع ما يدور بين الناس من الحلال والحرام ، وما يرد من أحكام هذه الأمة على الحكام ، وما يجري بينها من القضايا والأحكام في قليل القضاء وكثيره ، وقديمه وحديثه ، وصغيره وكبيره ، هو كله في الكتاب موجود ، وفي قلوب الحكام من آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثابت غير مفقود ، فكل ما ورد عليهم سبب من الأسباب ، وجدوه عند وروده مثبتا في الكتاب ، وكان في صدورهم محفوظا موجودا معلوما مصححا؟
قيل للسائل عن ذلك : إن الأصول كلها والفروع المحتاج إليها في