ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى.». وفيهم يقول الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء : ٥٩] ، فجعل طاعتهم موصولة بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله موصولة بطاعته ، ومعصيتهم مقرونة بمعصية نبيه ، ومعصية نبيئه مقرونة بمعصيته ، فمن عصاهم فقد عصى الله سبحانه ورسوله ، ومن أطاعهم فقد أطاع الله.
الإمام المفترضة طاعته
والذي افترض طاعته ذو الجلال والإكرام ، من أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآله على جميع من خلق وذرأ من الأنام ، وبنى على طاعته وموالاته دعائم الإسلام : الورع الفاضل التقي الكامل الباذل لنفسه لله ، العالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ، الفهم بمعاني الكتاب ، المتفرع فيما يحتاج إليه من الأسباب ، المجرد في أمره ، الداعي إلى سبيل ربه ، المباين للظالمين ، الناهض بحجة رب العالمين ، الكاشف لرأسه ، المجرد لسيفه ، الرافع لرايات الحق ، المظهر لعلامات الصدق ، الزاهد في حطام الدنيا ، الراغب في الآخرة التي لا تفنى ، والحافظ للرعية ، المواسي لهم ، المتحنن عليهم ، المقرب غير المبعد ، المهون غير المجهد ، القارن لهم بنفسه في جميع أمره ، الشفيق عليهم ، الآخذ لمظلومهم من ظالمهم ، المستوفي لحق الله من أيديهم ، والراد له في مصالحهم ، والمفرق لفيئهم فيهم ، المسلم له إليهم ، العادل في قسمه ، المساوي بين رعيته في حكمه ، الطارح الجبرية والتكبر ، البعيد من الخيلاء والتجبر ، والباسط لكنفه ، المنصف لأهل طاعته ، المتفقد لجميع معايشهم ، الحامل لهم على ما أمروا به من أديانهم ، الممضي لأحكام الله فيهم ، القائم بقسط الله عليهم ، الرءوف الرحيم بهم ، العزيز عليه عنوتهم ، المتعني بالجليل والدقيق من أمورهم ، المشبه في ذلك لجده ، ولما ذكر الله من أمره ، حيث يقول سبحانه : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [التوبة : ١٢٨] ، الشجاع السخي ، الفارس الكمي.