وتصديق ذلك في كتاب الله عزوجل ، حيث يقول : (وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) [الأعراف : ٤٣] ، وقال النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته : «صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي ، قد لعنوا على لسان سبعين نبيا : القدرية والمرجئة. قيل : وما القدرية يا رسول الله؟ وما المرجئة؟ فقال : أما القدرية فهم الذي يعملون المعاصي ويقولون : إنها من الله قضى بها وقدرها علينا. وأما المرجئة فهم الذين يقولون : الإيمان قول بلا عمل.» ثم قال صلىاللهعليهوآله : «القدرية مجوس هذه الأمة».
الوعد والوعيد
ثم يجب عليه أن يعلم أن وعده ووعيده حق ، من أطاعه أدخله الجنة ، ومن عصاه أدخله النار أبد الأبد ، لا ما يقول الجاهلون من خروج المعذبين من العذاب المهين إلى دار المتقين ، ومحل المؤمنين ، وفي ذلك ما يقول رب العالمين : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) (٢٧) ، يقول :
(وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) [المائدة : ٣٧] ، ففي كل ذلك يخبر أنه من خل النار فهو مقيم فيها غير خارج منها ، فنعوذ بالله من الجهل والعمى ، ونسأله العون والهدى ، فإنه ولي كل النعماء ، ودافع كل الأسواء.
الإيمان برسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثم يجب عليه أن يعلم أن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب ، عبد الله ورسوله ، وخيرته من خلقه ، وصفوته من جميع بريته ، خاتم النبيين لا نبي بعده ، قد بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ثم قبضه الله إليه حميدا مفقودا. فصلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين وسلم.
__________________
(٢٧) النساء : ٥٧ ، ١٢٢ ؛ المائدة : ١١٩ ؛ التوبة : ٢٢ ، ١٠٠ ؛ الأحزاب : ٦٥ ؛ التغابن : ٩ ؛ الطلاق : ١١ ؛ الجن : ٢٣ ؛ البينة : ٨.