من سيرة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين صلوات الله عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الانهزام بسبب المعاصي
روى أصحاب الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين رضي الله عنه :
أن آخر حروبه كان بنجران ، وأنه كان ذات يوم عليلا من علته التي توفي فيها ، وأن العدو ابتدروا لخيل الهادي إلى الحصن ، وخرجت خيل الهادي وكان مريضا فلم يخرج ، فلما تراءت الخيلان كانت الحملة على أصحاب الهادي ، فولوا مدبرين ، وقتل رجل من أصحاب الهادي يقال له يوسف بن أبي حرب العنسي ، وكان راجلا ، وهو آخر شهيد استشهد من أصحابه ، ولم يكن للهادي بعد ذلك قتال حتى توفي رضي الله عنه. فلما أتي بيوسف قتيلا ، خرج الهادي من منزله إلى أصحابه حين اهتزموا فوبخهم ، وقال : حين تخلفت منكم ساعة واحدة وجد العدو فيكم مدخلا ، ولم تعطفوا على أخيكم يوسف حين خرج معكم فتستنقذوه من يد العدو ، اما إنكم لو كنتم على حقيقة ما فعلتم هذا الفعل ، ولقد فسدت قلوبكم ولن تروا بعدي إماما تقاتلون معه مثلي حينا من الدهر ، هذه ثمرة فساد قلوبكم ، وفساد النيات وإظهار الملالة للجهاد ، وضعف اليقين ، وهذا فعل من باء بسخط من الله في تولية الأدبار بغير عذر ولا إبلاء في العدو.
قالوا : ثم وقع علينا الذنب بما فعلنا ، وكثر احتجاجه علينا وتوبيخه لنا ، حتى جددنا البيعة له ، وأعطيناه الصفقة ، وصححنا التوبة.
ثم قال : اعلموا أنه ما نكص قوم على أعقابهم الّا بمعصية فيهم لله عزوجل.
وأنشأ يحدثنا عن حرب موسى بن عمران النبي صلى الله عليه بأحاديث عجيبة ، فكان