وأبوهما خير منهما.» ، وقال : «أنت أخي يا علي في الدنيا والآخرة.» ، وقال : «علي أقضى الخلق وأعلمهم.».
إمامة الحسنين عليهماالسلام
ثم يجب عليه أن يعلم أن الحسن والحسين ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحبيباه ، وأنهما إماما عدل ، واجبة طاعتهما ، مفترضة ولايتهما ، وفيهما وفي جدهما وأبيهما وأمهما يقول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) [الإنسان : ٥] ، إلى قوله : (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) [الإنسان : ٢٩] ، وفيهما ما يقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم ، إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما.». فهما ابناه وولداه بفرض الله وحكمه ، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه في إبراهيم الخليل صلى الله عليه : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥] ، فذكر أن عيسى من ذرية إبراهيم ، كما موسى وهارون من ذريته ، وإنما جعله ولده وذريته بولادة مريم ، وكان سواء عنده في معنى الولادة والقرابة ، ولادة الابن وولادة البنت ؛ إذ قد أجرى عيسى وموسى مجرى واحدا من إبراهيم صلى الله عليه. وفيهما وفي أبيهما وأمهما ما يقول الله تبارك وتعالى لرسوله صلىاللهعليهوآله ؛ إذ أمره بالمباهلة للنصارى ؛ فقال له : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران : ٦١] ، فحضر صلىاللهعليهوآله بعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم أجمعين.
إمامة أهل البيت عليهمالسلام وصفات الإمام
ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في ولد الحسن والحسين ؛ بتفضيل الله لهما ، وجعله ذلك فيهما ، وفي ذريتهما ، حيث يقول تبارك وتعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي