سيئا ، ثم خلطوا أعمالهم بالصالحات ، فعملوا بها من بعد التوبة وبعد العمل الردي. ومعنى : عسى الله ، هو إيجاب لقبول التوبة عن التائبين ، من بعد الإخلاص لله بالتوبة. وليس كما يقول الجهال : إنهم يعملون قبيحا وحسنا في حالة واحدة ، ويتقبل منهم الحسن ، هذا ما لا يكون ؛ لأن الله يقول : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة : ٢٧] ، ومن كان في معصية الله فليس بمتق ، ومن لم يكن بمتق فليس يقبل عمله منه.
وسألته عن قول الله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء : ٦٥]؟
يقول سبحانه لنبيه صلىاللهعليهوآله مخبرا له عن أصحابه ، مقسما بنفسه ، أن أصحابه لا يؤمنون على حقيقة الإيمان ، حتى يردوا إليه عليهالسلام ما تشاجروا فيه ، وهو ما اختلفوا فيه ، ثم يرضوا بحكمه في ذلك ، ولا يجدوا في صدورهم شيئا فيه ، ولا غضبا منه. و (يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أي : ينفذوا حكمه ، ويسلموا له ، ويرضوا به ، ولا يردوه.