كتاب الدّيانة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
التوحيد
إنا ندين بأن الله واحد أحد ، ليس له شبه ، ولا نظير ، ولا مثل ، ولا عدل ، ولا كفؤ في وجه من الوجوه ، ولا معنى من المعاني ، وأنه ليس بذي صورة ، ولا حد ، ولا غاية ، ولا نهاية ، ولا بذي أجزاء ولا أعضاء ، ولا بعضه غير بعض ، ولا يقع عليه الطول والعرض ، ولا يوصف بالهبوط ، ولا الصعود ، والتحرك ، والسكون ، والزوال ، (والعجز ، والهرم ، والجهل) (٤٥) ، والانتقال ، والتغير من حال إلى حال. ولا يحويه مكان ، ولا يمر عليه وقت ولا زمان ، وأنه قبل كل مكان ، وحين وأوان ، ووقت وزمان ، وأنه خلق المكان من غير حاجة إليه ، وإنما خلقه لحاجة الخلق إليه ، وأنه في السماء إله ، وفي الأرض إله ، وفي كل مكان إله خالق ، مدبر من غير أن يحويه شيء ، ولا يحيط به ، ومن غير أن يكون حملة العرش يحملونه ، تعالى الله عن ذلك ، وأنهم يحملون العرش ، وأما الله سبحانه وبحمده فإنه أعز وأجل من أن يحمله أحد من الخلق ، والخلق أعجز وأضعف من أن ينالوا ذلك منه ، أو يقدروا عليه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومن غير أن يكون كما يستوي الإنسان على
__________________
(٤٥) ساقط من (ب).