ولا لغوب دخل عليه.
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الإبصار ، ولا يوصف بتجسيد ولا أقطار. أزلي صمدي على غير كيفية ، ولا وسوسة الصدور ، بل ارتفع عن تحديد بصر البصير.
الإيمان باليوم الآخر
وأشهد أن الجنة حق دار بقاء ونعمة ، خلقها وكونها من رضوانه ، فجعلها للمطيعين ثوابا. وأن النار دار شقاء ونقمة ، خلقها من سخطه ، فجعلها للعاصين عقابا. لا يفنى عذابه ، ولا يبيد ألمه ، ولا يخلف وعده ولا وعيده ، ولا يظلم عبيده ، وإليه نحشر يوم ينفخ في الصور ، عند صيحة النشور ، فنثور بعد البلاء من القبور ، ويدعوا الكافر المغرور بالويل والثبور ، ونعرض على الرحمن صفا ، ويعض الكافر (٥٤) من الندامة كفا ، فيفصل بيننا بعدل لا يجور ، فريق في الجنة وفريق في السعير.
فسبحان من ملكه دائم لا يزول.
الإيمان بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اختاره بعلمه ، وبعثه إلى خلقه ، وائتمنه على وحيه ؛ فدعا الناس إلى الله بجد واجتهاد ، رحيما بالعباد ، ونورا للبلاد ، فافتتح الدعوة بقومه ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأبوا له التسليم ، وهموا به العظيم ، ومنعوه الأسواق ، وضيقوا عليه الآفاق ، ونصبوا له الحبايل ، وطلبوا له الغوائل ، وشحذوا له السيوف ليذيقوه الحتوف ، فعصمه الله منهم ، ورد كيدهم بينهم في نحورهم ، وأيده بنور ساطع ، وحجج حق وسيف قاطع ، وبراهين صدق في القلوب واقع ، فأدخلهم في الملة بين مسلم مستسلم ، وبين مستسلم متجشم ، يكتمون النفاق مخافة ضرب الأعناق ، فصلى الله على الناصح الشفيق ،
__________________
(٥٤) في (ج) : الظالم.