قال ابن بشكوال (١) : هو والد شيخنا القاضي أبي بكر بن العربيّ. سمع ببلده من محمد بن أحمد بن منظور ، ومن أبي محمد بن خزرج.
وبقرطبة من محمد بن عتّاب.
وأجاز له أبو عمر بن عبد البرّ.
ورحل مع (٢) ابنه سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وحجّ. وسمعا بالشّام والعراق. وكان أبو محمد من أهل الآداب الواسعة ، واللّغة ، والبراعة ، والذّكاء ، والتّقدّم في معرفة الخبر والشّعر والافتتان بالعلوم وجمعها.
توفّي بمصر في المحرّم منصرفا عن المشرق (٣). وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
وقال ابن عساكر (٤) في ترجمته : أنبأني أبو بكر محمد بن طرخان قال : قال لي أبو محمد بن العربيّ : صحبت الإمام أبا محمد بن حزم سبعة أعوام ، وسمعت منه جميع مصنّفاته سوى المجلّد الأخير من كتاب «القصد» ، وسوى أكثر كتاب «الإيصال».
قلت : مدح الوزير عميد الدّولة ابن جهير بعدّة قصائد (٥).
١٢٨ ـ عبد الجليل بن محمد بن الحسين (٦).
__________________
(١) في الصلة ١ / ٢٨٨.
(٢) في الأصل : «عن» ، والمثبت عن : الصلة.
(٣) وقد ذكر المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ في ترجمة ابنه : «محمد بن عبد الله بن محمد» أنه رجع إلى الأندلس بعد أن دفن أباه في رحلته ـ أظنّ ببيت المقدس ـ. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٩٩). أما ابن خلّكان فيقول إنه توفي بمصر. (وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٧).
(٤) لم أجد قوله في تاريخ دمشق ، ولا في تبيين كذب المفتري. ولعلّه في بعض مصنّفاته الأخرى. أو لعلّه ذكره في ترجمة ابنه محمد.
(٥) وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ في ترجمة ابنه أبي بكر محمد : وكان أبوه أبو محمد ـ أي صاحب الترجمة ـ من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الظاهري بخلاف ابنه القاضي أبي بكر ، فإنه منافر لابن حزم ، محطّ عليه بنفس ثائرة. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٩٨).
(٦) انظر عن (عبد الجليل بن محمد) في : تاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار) ٣٩ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٤ / ١٦٦ رقم ١٠١.