١٤٨ ـ محمد بن محمد بن عبد الواحد (١).
أبو طالب بن الصّبّاغ الأزجيّ (٢) ، أخو الإمام أبو نصر مصنّف «الشّامل».
__________________
= وجهير : بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها راء. وقال السمعاني : بضم الجيم ، وهو غلط. يقال : رجل جهير بيّن الجهارة ، أي ذو منظر ، ويقال أيضا : جهير الصوت بمعنى جهوريّ الصوت. والله تعالى أعلم بالصواب. (وفيات الأعيان ٥ / ١٣٢ ـ ١٣٤).
وقال الصفدي :
وله ترسّل حسن ، وتواقيع وجيزة ، وله شعر أيضا ، وكانت له رياسة وسياسة ، وهو من الوزراء الممدّحين.
قال العماد الكاتب : مدحه عشرة آلاف شاعر ، ويقال إنه مدح بمائة ألف بيت شعر ، ومن شعرائه مسعود بن العلاء المعروف بابن الخبّاز. ومن مدحه فيه من جملة قصيدة :
مجرّب الرأي يقظان البصيرة هجّام |
|
العزيمة قوّام البراهين |
يريك في الدّست أطرافا وهيبته |
|
من الصعيد إلى أقطار جيحون |
للحمد سوق لديه غير كاسدة |
|
وللمدايح أجر غير ممنون |
وآخر أمره آل إلى أن حبسه الخليفة المستظهر في داره واستصفى أمواله وأموال من يلوذ به من العمّال والنوّاب ، وأخرج ميتا في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، وحمل إلى داره فغسّل فيها ودفن بالتربة الّتي استجدّها في قراح ابن رزين ، ومنع أصحاب الديون التي عليه من دفنه في التربة وقالوا : هذه ملكه ولم يصحّ وقفها ، ثم عجزوا عن إبطال ذلك.
وقيل إن المستظهر أدخل عميد الدولة ابن جهير حمّاما وسمّر عليه الباب إلى أن مات فيه ، وأخرج للشهود ليشهدوا أنه ليس فيه أثر قتل ، ليقال إنه مات حتف أنفه ، ودخل في جملة الشهود أخوه الكافي ، فصاح : يا أخي يا با منصور ، قتلوك. وجعل يردّدها دفعات ، فقيل : إن خمسمائة خادم خلعوا مداساتهم وخفافهم وصفعوه بها ، فوقع ميّتا ، ولم يسمع بمن مات هذه الميتة.
(الوافي بالوفيات ١ / ٢٧٢ ، ٢٧٣).
وقال ابن الجوزي :
كان حسن التدبير ، كافيا في مهمّات الخطوب ، كثير الحلم ، لم يعرف أنه عجل على أحد بمكروه ، وقرأ الأحاديث على المشايخ ، وكان كثير الصدقات ، يجيز العلماء ، ويثابر على صلاتهم. ولما احتضر القائم أوصى المقتدي بابن جهير ، وخصّه بالذكر الجميل ، فقال : يا بنيّ ، قد استوزرت ابن المسلمة ، وابن دارست ، وغيرهما ، فما رأيت مثل ابن جهير. (المنتظم).
وقال ابن الأثير إن عميد الدولة حين عزل أخذ من ماله خمسة وعشرون ألف دينار ، وقبض عليه وعلى إخوته .. وكان عاملا ، كريما ، حليما ، إلا أنه كان عظيم الكبر ، يكاد يعدّ كلامه عدّا ، وكان إذا كلّم إنسانا كلمات يسير هنّئ ذلك الرجل بكلامه.
(١) لم أجد مصدر ترجمته.
(٢) في الأصل : «الأرجي» بالراء المهملة. وهو كما أثبتناه بالزاي المعجمة المفتوحة. نسبة إلى