قال شيرويه : هو شيخ البلد والمشار إليه بالصّلاح والدّيانة.
روى عن : أبيه محمد بن عثمان بن أحمد بن مزدين (١) ، وجدّه عثمان ، وابن هبيرة ، وعمر بن جاباره (٢) الأبهريّ ، وأبي الحسين بن المهتدي بالله ، والصّريفينيّ ، وابن النّقّور ، وابن عزو (٣) النّهاونديّ ، وهارون بن طاهر بن ماهلة ، وطائفة.
وكان حافظا ثقة صدوقا ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، أمينا مأمونا ، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمان وخمسين سنة.
توفّي في المحرّم ، وتولّيت غسله.
قلت : قال السّمعانيّ : ثنا عنه غير واحد ، وهو القائل لابن طاهر المقدسيّ : ثلاثة لا أحبّهم لتعصّبهم : الحاكم ، وأبو نعيم ، والخطيب.
وذكره السّلفيّ ممّن أجاز له ، وأنّه مشهور بالمعرفة التّامّة بالحديث.
٢٧٠ ـ أردشير بن أبي منصور (٤).
الأمير أبو الحسين المروزيّ العبّاديّ (٥) الواعظ.
قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحسن إيراده ، ونكت أنفاسه ، وملاحة قصصه. وظهر له القبول عند الخاصّ والعامّ بغرابة إشاراته ، ووقع كلماته المطابقة لجلالته. وكان له سكون وهيبة وأناة وتؤدة ، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سنيّ غير مسبوق على نسق واحد ، مشحون بالإشارات الدّقيقة والعبارات الرّشيقة الحلوة.
__________________
(١) مزدين : بفتح الميم ، وسكون الزاي.
(٢) في الأصل : «جابان».
(٣) هكذا هنا. وفي سير أعلام النبلاء : «غزو» بالغين المعجمة.
(٤) انظر عن (أردشير بن منصور) في : الأنساب ٨ / ٣٣٧ ، والمنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢١ (١٧ / ٨٧ ، ٨٨ رقم ٣٧٤٣) ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٧٠٥ ، وفيه : «أردشير بن منصور» ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٤ وفيه : «أزدشير بن منصور».
(٥) العبّادي : بفتح العين المهملة ، وتشديد الباء الموحّدة ، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب. (الأنساب ٨ / ٣٣٦).
وقد قيّدها محقّق (سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦) : «العبادي» بضم العين وتخفيف الباء.