ـ حرف الجيم ـ
٢٧١ ـ جامع بن محمد بن عبد الحميد (١).
أبو سهل النّيسابوريّ.
قال السّمعانيّ : ثقة ، صالح. سمع على : محمد الطّرازيّ.
روى عنه : محمد بن محمد السّنجيّ ، وغيره.
__________________
= حكى إسماعيل بن أبي سعيد الصوفي قال : كان العبادي ينزل في رباطنا ، وكان في الرباط بركة كبيرة ، وكان يتوضّأ منها ، فكان الناس ينقلون منها الماء بالقوارير والكيزان تبرّكا ، حتى كان يظهر فيها النقصان ، وظهرت له كرامات. وكان يخدمه رجل يقال له أبو منصور الأمين ، قال : فقام إليه رجل ليتوب ، فقال : قف مكانك ليطهّرك ماء المطر ، ولم يكن في السماء قزعة من سحاب ، فارتفع سحاب في الوقت وأمطر الرجل.
قال أبو منصور : قال لي العبادي يوما : يا أبا منصور ، أشتهي توتا شاميّا وثلجا ، فإنّ حلقي قد تغيّر ، فعبرت إلى الجانب الغربي ولي فيه بساتين ، فطفت واجتهدت ، فلم أجد شيئا ، فرجعت إليه قبيل الظهر إلى داري ، وكان نازلا ببيت منها منفرد ، فقلت لأصحابه : من جاء اليوم؟ قالوا :امرأة قالت : قد غزلت غزلا ، وأحبّ أن تقبل منّي ثمنه ، فأخبرناه ، فقال : ليس لي عادة بذلك. فجلست تبكي ، فرحمها ، وقال : قولوا لها اذهبي فاشتري لنا به شيئا ، فقالت : ما الّذي أشتري؟ فقال : ما يقع في نفسها ، فخرجت فاشترت توتا شاميّا وثلجا وجاءت به.
قال أبو منصور : دخلت عليه يوما ، فقال لي : يا أبا منصور ، قد أحببت أن تعمل لي اليوم دعوة. قال : فاشتريت الدجاج ، وعقدت الحلوى ، وغرمت أكثر من أربعين دينارا ، فجلس يفرّقه وجعل يقول : احمل إلى الرباط الفلاني كذا وكذا ولم يتناول منه شيئا.
قال : ورأى فيّ انقباضا لأجل ذلك ، فغمس إصبعه الصغرى في الحلوى. وقال : يكفي هذا ، ولم يأكل من خبز بغداد ، وكان معه طعام قد حمله من بلده مرو فكان يأكل منه. قال : وكنت أرصده ، فكان يصلّي العشاء الآخرة ويتقلّب على فراشه طول الليل ، ثم يقوم فيصلّي الفجر بذلك الوضوء.
حكى عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين ، قال والدي : دخلت على العبادي وهو يشرب مرقة ، فقلت في قلبي : ليته أعطاني فضلته وقال : اشربها على تلك النّيّة ، فشربتها فحفظت القرآن. ثم إنه خرج من بغداد ، وسببه أنه تكلّم في الربا وبيع القراضة بالصحيح ، فأنكر ذلك ، فمنع من الجلوس وأمر بالخروج من البلد ، فخرج إلى مرو ، وأقام بها إلى هذه السنة. (مرآة الزمان).
وقد وصفه الذهبي بأنّه «تالف». (سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦).
(١) لم أجد مصدر ترجمته.